منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أمـا زالـت الأحـزان فـي قـلـبـك
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-06-2019, 03:08 PM   #1
فيصل خليل
( كاتب )

الصورة الرمزية فيصل خليل

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 104872

فيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي أمـا زالـت الأحـزان فـي قـلـبـك


أمـا زالـت الأحـزان فـي قـلـبـك

الـحـزن مـوجـع جـداً بـعـد مـرور الـوقـت ،،، وأفـضـل عـلاج ردد دائـمـا هـذا الـوقـت سـيـمـضـي وحضور الـفـرح فـي أيـامـي آت لا مـحـالـة.
إفـرح وأسـعـد نـفـسـك وإتـرك الأحـزان خـلـفـك ،،، ولا تـحـمـل بـقـلـبـك مـا يـزول مـع الأيـام.

الأحزان كطفل لقيط ، تلفظها القلوب العاشقة للحب والحرية والمليئة بالفرح ، ولا تستوطن إلا في القلوب الخربة الفاقدة للمحبة أو في زوايا قلوب محبة لكن قهرتها الأيام واستقوت عليها فبان الضعف على محياها، فهي لا تأتي زائرة لترحل بعد ذلك ، بل تستوطن وتبني أعشاشها في كل زوايا القلب لينتمى إليها وتصقله بصفاتها القبيحة وتضفي عليه هالة من الشرعية لتتحول من طفل لقيط إلى شبه شرعي بعلامة مميزة يعرفها كل من رأى شحوب وآثار الحزن على وجه الحزين.

كلما همت بك الأيام ولسعت بسوطها القاهر أحلامك وأمانيك ،، وأضعفتك الهموم وتوالي فشل خطواتك ،،، تحاول لمداراة العجز أن تلجأ إلى كينونة نفسك وتنزوي على داخلك لعلك تجد بها ما يفرج عنك ضيق نفسك ،، وأنت لا تعلم أنه لو نظرنا و تأملنا في أنفسنا بحيادية لربما اكتشفنا أننا أول الجاهلين بنا ،،، فلا ملجأ وقت ذلك لما تظن أنه ملجأ لك ومنجي من حالتك ،،، فتدب في أعماقك بذور اليأس وفقدان حب الحياة وتترائى الأحزان مقبلة كطيور مهاجرة وجدت ضالتها في بقعة رغيدة تستوطن بها ،،، وكبيت العنكبوت تنسج أعشاشها لتملأ قلبك حزنا وألما بعد أن كان قد مليء حتى الثمالة فرحا وحبور.

في حالتك تلك حتى الجدران و الأسقف و الأرضيات تثور ،،، والسماء ترعد والمطر يغيث الأرض لينقذها من سرابيل التيه والخراب ،، إلا أنت تبقى متهالكا ضعيفاً يائساً يمتلكك الحزن كأنك صيد ثمين له ،، ينهشك بقوة الجائع منذ أمد بعيد وتستسلم لرغباته وأفكاره الشاذة ،،، ينمو ويكبر على حساب جسدك وروحك ،،، وتبقى تذوي كالشمعة في فناء الليل الطويل.

أين الحل، وإلى أين المفر، كيف تعيد لملمة شتات نفسك لتقدر على تجاوز آلامك وتستقوي على أحزانك وتعيد لنفسك بهجتها القديمة ،، وتزرع بذور الفرح وتحصد أعشاش اليأس من داخلك ،،، كيف الطريق وقد تاهت بوصلتك من تراكم غبار الأحزان حتى اهتئرت مقدراتك على الصمود والإستقواء وعلاها الصدأ ،،، أهذا أنت فعلا تحاول النهوض ،،، أم ما زلت تحوي بداخلك الطفل اللقيط التي نجحت الأحزان في إعطائه هويتك وشخصيتك ومسكنه الذي طالما حلم به.

بدون أن تفهم نفسك جيدا وتحدد كنوزك الداخلية وقدراتك - التي إن آمنت بها حقا ستكون طوق نجاة لك – وأيضا أن تؤمن أن القدر غالب ولابد أن يتغير ، لن تقدر على النهوض وإعادة نفسك لنفسك وطرد ذلك الدخيل عليك الذي ما اجترأ وفعل ما فعل بك سوى أنه وجدك أرضاً خصبه له ومسكنا صالحا للإستخدام، بضعفك الداخلي وتهاونك أمام مصائب الحياة التي آمنت أنها قدرك الذي لن يتغير.

6 آذار 2019

 

التوقيع

ابـتـسـم وإن طـال بـك الألـم
وإصـبـر رغـم شـدة الـوجـع

فيصل خليل غير متصل   رد مع اقتباس