منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - كلام عن الحرب
الموضوع: كلام عن الحرب
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-21-2009, 05:05 PM   #1
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي كلام عن الحرب


تعبت من النوم على أستار جفوني ..



كم أرغب بالخلاص ،



تناديني أصوات طيور الحرية ؛



" انتظريني " ، أهتف بانكسار ..



أحاول كسر غلالة النوم الذي لا يشبه النوم الذي نعرفه ..،



أحاول سكب الماء على الاغماء لأفوق ..



استشاطت الدماء تمردا مُغيظًا إخوتها الدماء الأعداء ..



استنكر الشَّعرُ من نفسه تصلبه في مسامات التسمم الهائج المتظاهر بالخنوع ..



تصيح أجزاء حلم نشلته السنون من أيادي المنى البريئة كالطفلة في ابتسامتي : " دعيني ،



أنا الهذيان ، أنا الجنون ، أنا .. حال نفسي اسأل عن طريقي ،



و أتحسس أضواء ربي في دروب لم تسلكها إلا الشياطين ؛



و ليس معروفا بعد أي بؤرة من الأذى بَنَتْها .. " !!



ترهق الصرخة الوحيدة كاهل كل حروب الذات



و تنطفئ مسارات الجهد تحت ضغط الانفجار : " لا أريد الانتحااااااار " !



* * * *



أعظ جمهوري من الوحوش بوقفة مشيخ :



" بائسٌ هو من تأسره أنفاسه و تستقيم عناكبه



في ظل اعتصار ثعابين الأعماق المُوغِلة في المقاومة .. ،



بائس هو واقع آخر نقطة في مدار سجني ..،



بائس هو من ينتصر لنفسه منها و يرى فرقعة المجد



في حتفه لا محالة و يقضي قبل أن يوقن : هل وصل النهاية ؟!! ،



تراودني الشكوك في كل ذرة ضوء



و أستلقي عليها أحاول إشعالها بما وجدت من خير



في خلواتي و أجمعها بقاعا ؛ لي أو لغيري ؟ لا يهم !



المهم أن أضيء هذا الظلام الداجي الذي يذكرني بشَّعْري



و أغسل السواد العنيد كعناد شَّعْري حين أحاول صبغه



- و يرفض الانسلاخ منه - لأني لا أريد للسواد



أن يكتنف شَّعْري كما تعشش بعقلي ..!! ،



أنهكني هذا الجهاد و أصبحت الوحدة بلا تأثير ! "



* * * *



أثار جمهوري خطابي و احتدمت أضلعي بجهوريتي :



" أرى بياضا في البعيد يقترب ؛



علَّها جيوش من الملائكة التي تثير الروع



في أفئدة الأبالسة الي تراقصني و تغتصب نومي معي !،



يا رب ،



علَّها أسلحة الحرب و المرجح أنها النهاية ..،



يا رب ، قوِّني حتى امتزج بهذا البياض و أشعر بحفظك ..،



و حينها فليكن ما يكن ؛ فلن يوقظ اكتراثي سواك !،



و حتى ذلك الحين ؛



سأخادع ذلك الطنين الذي يغافلني عن رسائل الحمام



الذي يحلق دوما فوق الكعبة و يشعرني أبدا بأمن لا أفهمه ..



و أعشق الاختلاط به ..!،



سأصادق مسكنات الصداع الذي تسببه صراعات الشر المتوالية



مع الملاك الذي يحاول تجميع حسناتي في كتابي !!،



سأظل أمضغ العلكة لأتناسى الغثيان المرير الناتج



عن انقلاب جسدي علي بعد أن سكنته ما ترفض أن تتسمى ..!،



سأنظر إلى السماء أراقب اقتراب زعماء البياض



بشغف لا تماثله رغبة في هذه الدنيا ..،



و أحاول الاصغاء إلى تراتيل الحرية الحلوة



التي حُرِّمَتْ عليَّ من نفسي .. !! "



سقطت بصوت ضعيف و آخر ما رأيته



كان تجمهر جمع المسوخ حولي :



" اقترب أيها البياض ، اقترب ..!! "


 

التوقيع





التعديل الأخير تم بواسطة بثينة محمد ; 10-21-2009 الساعة 05:11 PM.

بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس