منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - في الحلقة الأخيرة : ماذا لو ؟!! / سعود الصاعدي
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-20-2007, 07:51 PM   #1
بعد الليل
( كاتبة )

الصورة الرمزية بعد الليل

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 9442

بعد الليل لديها سمعة وراء السمعةبعد الليل لديها سمعة وراء السمعةبعد الليل لديها سمعة وراء السمعةبعد الليل لديها سمعة وراء السمعةبعد الليل لديها سمعة وراء السمعةبعد الليل لديها سمعة وراء السمعةبعد الليل لديها سمعة وراء السمعةبعد الليل لديها سمعة وراء السمعةبعد الليل لديها سمعة وراء السمعةبعد الليل لديها سمعة وراء السمعةبعد الليل لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي في الحلقة الأخيرة : ماذا لو ؟!! / سعود الصاعدي



ماذا لو أنَّ شاعرًا اقتحم كرسيّ الشعراء ، في الحلقة الأخيرة من برنامج شاعر المليون ، واختطف الميكرفون في اللحظة الأخيرة ، وقعد بثبات على الكرسيّ ، ثم ألقى نظرته الأخيرة على الجمهور قبل أن يلوِّح بيديه معلنًا " الفِراق" ، رافضًا أن يكون القطعة "اللي تكمل الديكور"، قائلا : " لذا مدَّيت كفّي للوداع وبـ اعلن فراقي " !!
شخصيَّا ، لن أعدَّه مجنونًا ، ولن أضحك ، أو أصوِّت بصفير ، فيما لو كنت ضمن هذا الجمهور ، حتى وأنا أعلم أنَّ هذا الشطر هو نصف بيت من قصيدة " عبث " للشاعر/ الرؤيا : فهد عافت !
ذلك أنِّي سأفترض أنَّ هذا " الشاعر " الذي خطف قصيدة عافت وهرول بها إلى شاطئ الراحة ، يريد أن يضع نفسه رمزًا فنيًّا لمعادل موضوعيّ ، بينما تجيء القصيدة ، أو النصّ العافتيّ ، رغم تقدُّمه زمنيَّا ، في سياقه الزمنيّ الصحيح ، وفي مكانه الذي يمكن أن يُضيء فيه بشكل أوضح ، لتبرز الدلالات بجلاء ، وكأنما تقول القصيدة كلَّ شيءِ عن حال الشِّعر والشاعر !
لا يهمّ ماذا سيقول الجمهور عن الشاعر " المُختطِف" للنصّ والكرسيّ معًا ! ، ففي الوقت الذي يعلو فيه " صفير " الجمهور ، وتتقافز فيه ضحكاتهم ، يكون الشاعر وصل ، لحظة الإلقاء ، إلى قوله : " أنا الذابل ما بين الميكرفون ورغبة الجمهور " ! وحين لا يشعر به أحدٌ من الجمهور يكون قد بلغ ، في اللحظة التي شبع فيها جمهور الضجيج موتًا ، لحظة الحياة قائلا : " عشان احيا مثل ما لازم احيا داخل اوراقي " !!
وهنا ستبدأ الأزمة ، أزمة الشاعر مع الجمهور ، هذا حيٌّ على ورقته ، وذلك ميِّتٌ تحت أصوات الأغاني وضجيج التصفيق ، وبين شاعرٍ حيٍّ وجمهورِ ميِّت تقف البلادة حاجزًا ، ومانعًا من موانع الفهم ، ليصرخ الشاعر ، بعد أن يتسرَّب الملل إلى أطرافه ويتغلغل بين جونحه ، قائلا : " ملل / ملل / ملل : يلغيني التصفيق و " المسرح " بليد شعور " !! بينما يظلُّ الجمهور مترنّحا بين تصفيقه وصفيره ودهشته من هذا الشاعر الذي اقتحم المسرح في غفلةٍ من أعين الرقباء ظانًَّا أنَّه جاء متأخِّرًا لقطف " المليون" ، أو أنَّه مجنونٌ خرج للتوّ من الصحّة النفسيَّة وجاءللمشاركة في الحلقة الأخيرة من البرنامج كي يقطف " الوردة" التي يتنافس عليها الشعراء منذ وقتٍ مبكِّر ! ، بينما الحقيقة تقول غير ذلك ، والجنون ، في عرف ذلك " الشاعر " هو في محاولة نيل الحياة ممَّن يقف ضدّ أسباب الحياة ، الجنون هو أن تطلب أن تعيش برئة مختنقة ، وأن تطلب حياة الشاعر ممَّن يقتل الشِّعر ، وكأنِّي بذلك الشاعر ، وهو يمدّ لسانه ، لا يديه ، قائلا : " جنون استقبل الوردة من اللّي يذبح الساقي " !!
وكأنِّي به ، وقد شعر بالدوار من هذا المكان الخانق ، المختنق ، الممتلئ ضجيجًا ، وألوانا ، المحتفل بكلِّ شيءٍ إلاَّ بالشِّعر والشعراء ، فأحسَّ بآفاقه وهي تضيق عليه وتحبسه في بوتقة ضوءٍ أحمر ، وهو يلفظ آخر أنفاسه الشعريَّة قائلا :

ستارٍ باردٍ مُسدَل وجرحٍ ما ينزّ بنور
وكرسيٍّ تشدّ عيونهم باطرافه وثاقي !

ليعلن رغبته في الخروج من سيطرة سجَّانٍ يجبر البلابل على التغريد في قفص ثمَّ يصدر أحكامه عليها ليعلن في النهاية : الصوت الأجمل ، ناسيًا أن جمال أصوات البلابل لا يكون إلاَّ وهي تمارس التحليق في الأفق ، أمَّا تلك الأصوات التي يسمعها وهي حبيسة القفص فليست سوى أصداء تحاكي أصوات البلابل !
ولنا أن نتساءل قبل أن يُسدَلَ الستار ، وبعده :
أيهما " المجنون " : الشاعر الذي خرج على النصّ ليعيد إنتاج نصٍّ سابق في لحظة راهنة أم الشاعر الذي يتوكّأ على خشبة المسرح ليستقبل " الوردة " ممَّن يذبح ساقي الورود ؟!



الكاتب الرائع : سعود الصاعدي


* قراءة مجنونة لــــ .. شاعر المليون
تستحق الوقوف بها وله طويلا ... لـــ .. تكون القراءة للـــ شعر والـــ .. شعراء فقط

 

التوقيع



سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


التعديل الأخير تم بواسطة بعد الليل ; 03-20-2007 الساعة 07:54 PM.

بعد الليل غير متصل   رد مع اقتباس