منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - سِجَال..
الموضوع: سِجَال..
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-18-2021, 03:26 PM   #2
عَلاَمَ
( هُدوء )

الصورة الرمزية عَلاَمَ

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 50467

عَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




.. مع "رفيق" آخر،
أظهر الواقع أن المواقف الفكرية النسبية، التي تحترم الرأي ونقيضه، مقبولة عند مثقفين لا قبائل لهم، يحترمون الكتابة ولا تستدعيهم البطولة، أكانت إيجابية أم سلبية. نقدت، في تلك الحقبة النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي روايات جبرا إبراهيم جبرا "بأسلوب غليظ" في دراسة نشرت في مجلة شؤون فلسطينية عنوانها: ( بين فلسطيني الوهم وفلسطيني الواقع ) أو ما يشبه ذلك.
كان "الرفاق" يرون ذاك الأديب الفلسطيني المستقر في بغداد "ليبراليًّا"، بلغة مخفّفة، أو رجعيًّا برجوازي الأهواء، بلغة من حطب. توقعت حين التقيته للمرة الأولى في بيروت أن يستنفر حاشيته، وكان له معجبون؛ كي يفصّلوا بين الأحكام العادلة والمعايير الجائرة. لكنه اكتفى بعتاب ساخر وبإنارات هادئة، دافعت عن الإبداع والفرديات المستقلة.

اعتبر جبرا أن الكتابة بعد من تجربة ذاتية، مرجعها ذات حرّة متعددة الهواجس والذكريات والرموز. قال ضاحكًا: ( إنني أكتب عن قدس عرفها شبابي، وعن شباب حاشد بالأسرار، وبنيت "وليد مسعود" بأحلامي وبتذكّر بشر عايشتهم، وضعت فيه ما أذكر من أبي وأمي وطفولتي…)، وتابع: ( لا يحق لأية تعاليم نظرية أن تكسو ذكرياتي بألوان غريبة عنها. لا يصف دقائق الجسر إلا من سار فوقه…) ، ولم يشر إلى جسره، وإن كنت أدرك أن جسره ذاتيته المتعددة المصادر، اجتمعت فيها أطياف طفولة في بيت لحم، وصبا مقدسي، ومعاناة اغتراب ولجوء، ومنظور رومانسي للعالم جاء من شعراء إنجليز مثل بايرون وكيتس وكوليردج، وتمثّل قصائدهم حين كان طالبًا في جامعة أكسفورد في بريطانيا.

أحال جبرا، في حديث صباحي مشمس، إلى ثقافة المكان، فلا ثقافة حقة تكتفي بالكتب، وإلى طفولة غزيرة الرموز، وإلى طفل لامع قديم أراد أن يكون أبًا لأبيه، كما يقول الرومانسيون. كان بإمكانه، دون أن يعاقب أحدًا، أن يلمّح إلى ناقد مغربي قرأ دراستي الظالمة بعنوان عادل: [قراءة جبرا ومشانق الإيديولوجية]، لكنه أثار حوارًا أنيسًا يحتفي بالبشر ولا يقاصصهم.
بعد لقاءات عدة في عمّان ومرور ثلاثة عقود، تقريبًا، على رحيله، أسمح لنفسي أن أدعوه: "النفس الرحيبة الأنيقة"، التي أسعدني اقتراح صديقي عبدالرحمن منيف بالإشراف، معًا، على كتاب جماعي أهدي إلى جبرا بمناسبة بلوغه السبعين عنوانه: القلق وتمجيد الحياة 1995م.

انتهى.

 

عَلاَمَ غير متصل   رد مع اقتباس