منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ( مِعْطَف أسْوَد )
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2020, 01:34 AM   #26
عَلاَمَ
( هُدوء )

الصورة الرمزية عَلاَمَ

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 50977

عَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

[ جَودت هُوشيار _ العراق ]




الكاتب الحقيقي يخلق عالمه الخاص، والأدب الحقيقي يستمد قيمته من جماليته وتعبيره عن عوالم الأعماق، وكونه شهادة إنسانية عابرة للزمان والمكان، ففي أساس كل أدب حقيقي هناك سعي لفهم الحياة وإدراك قضايا الوجود الإنساني وايجاد الشكل الملائم لإيصال ذلك الى الجمهور القارئ. أما أساس الأدب الاستهلاكي فهو انتاج سلعة قابلة للبيع والتسويق. وثمة فرق جوهري آخر بين هذين النوعين من الأدب يكمن في اختلاف الدافع للكتابة، الذي يحدد علاقة المؤلف بالجمهور القارئ. الكاتب الحقيقي صادق مع نفسه ومع الجمهور القارئ. ويقول الحقيقة دائماً وقد يصطدم بالسلطة أحياناً.
إن الدافع الأساسي لتغليب الأدب الهابط واكتساحه للمشهد الأدبي سواء في روسيا او غيرها هو تخدير وعي الجماهير، وإلهاء الناس عن همومهم الحياتية، وزرع الأنانية في النفوس وتحويل المجتمع الى مجتمع مادي استهلاكي، لا يعنى كثيراً بالقيم الروحية.

الكاتب الحقيقي يخلق شخصيات نابضة بالحياة، ويكشف عن عوالمها الداخلية، والقارئ يرى تلك الشخصيات مجسدة امام ناظريه، وفي الوقت نفسه يشعر بأن الخيال الممتع يسري خفيفاً لطيفاً في ثناية القصة بطريقة تثير حبه للإستطلاع إثارة متصلة، ويحس أنه يعيش مع ابطال القصة. يفرح لأفراحهم ويتألم لعذاباتهم. وكل قصة فنية أشبه بجبل جليدي، لا يظهر للسطح سوى جزء صغير منه. وكل قارئ يكمل القصة في خياله حسب تجاربه وخبرته الحياتية وثقافته.
أما الأدب المزيف فإنه سطحي، وتقريري مباشر، وشخصياته دمى يحركهم المؤلف بين يديه. وقبل فترة قرأت نص مقابلة مع روائي عراقي، جاء فيها: " أن شخصيات رواياته دمى بين يديه يحركها كما يشاء ". في حين أن كاتبا عظيما مثل تولستوي مؤلف ( آنا كارينينا ) يقول إن آنا رمت بنفسها تحت عجلات القطار رغم أنف المؤلف، لأن كل أحداث الرواية قادت البطلة إلى هذه النهاية المحتومة.

 

عَلاَمَ غير متصل   رد مع اقتباس