منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - السعادة المؤجلة
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-2012, 04:21 PM   #1
محمود حبوش
( صحفي )

الصورة الرمزية محمود حبوش

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 12

محمود حبوش غير متواجد حاليا

افتراضي السعادة المؤجلة


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
السعادة المؤجلة

قد تنتهي أسعد لحظات حياتنا في أقل الأوقات توقعاً. وقد تنتهي بمحض إرادتنا، بل وتدبيرنا.
قد تنتهي لأننا قررنا لأنفسنا بأن ذلك النوع من السعادة أو ذلك المقدار هو ليس ما نريد.

قد تنتهي لأننا قيدنا أنفسنا بقيود لا ضرورة لها، بقيود كان من الغباء الإيمان والتفكير بها أصلا.

وحين نتخذ ذلك القرار المقيت، نحاول التبرير لأنفسنا بضرورة غلبة العقل على المشاعر التي نعتقد بأنها ليست سوى شطحات، ليست سوى زهرات رائعة المظهر، غير أنها سامة.

ولكننا دائماً ننسى أن نذكر أنفسنا بأن لحظات السعادة في حياتنا ليست سوى فرصاً نادرة الحدوث، وبأنها ليست إحدى السلع الأساسية الدائمة التواجد وبأسعار رخيصة.

لماذا نشفق على أنفسنا معتقدين أن لحظات السعادة التي تزورنا بين الفينة والأخرى هي ليست مانريد وبأننا نستحق أكثر من ذلك. لماذا نرفض الاستمتاع بالعروض النادرة التي تقدمها لنا السعادة.

لماذا نرفض تلك العروض لمجرد أنها لم تغلف بورق الهدايا البراق الذي كنا نحلم به ونحن أطفال؟

لماذا نركض دائماً نحو السعادة المؤجلة والتي قد نشقى طوال حياتنا للوصول إليها دون جدوى،
وذلك لسبب يكاد يكون بديهياً وهو أن ما نحاول الوصول إليه قد لا يكون موجوداً البتة، وإن وجد فلن يوجد كما تصورناه أو أردناه؟

لماذا لا نرضى بما بين يدينا ونستمتع به ونقدره بل ونقدسه؟ لماذا يجب أن نخسر كل شيء حتى ندرك قيمة ما كان لدينا؟

لماذا لا نتحقق من شرعية عقليتنا البليدة؟ لماذا لا نرفضها ولو لمرة؟

لماذا تفرض عقليتنا علينا أن نكون أنانيين؟ تفرض علينا رفض السعادة لأن من حولنا لن يتقبلها؟
لماذا نفشل دائماً بإقناع أنفسنا بأن القرارات الصائبة تصدر في كثير من الأحيان من القلب، من الشعور أو الحدس بأن ما نقوم به هو الصواب؟
//

السبت 6 يونيو 2009

 

التوقيع



الرجاء عدم إعادة استخدام الصور دون إذن من المؤلف.

محمود حبوش غير متصل   رد مع اقتباس