وقفت وأجهش القلب انكسارا
وقوف مفارق ملّ انتظارا
وقفت وصوتُ أوردتي يدوي
من الحزن الذي كشف الستارا
أراني أشتكي وجعاً بصدري
ومن ليلي إذا حجب النهارا
هل الأيام تصنع في البرايا
كما صنعت معي لهباً ونارا
هل المسؤول أخلَصَ في جوابي
أم المسؤول يصطنع الوقارا
أحار وأنطوي وأبث لحناً
كئيباً ضجَّ في صدري وثارا
أرى الدنيا تُعتق في فؤادي
طلاسمها فتنتشر انتشارا
تُـقتِّل في الصغار بلا توان ٍ
وتخنقني وتعتقل الكبارا
تربِّي كل فاسدة وتشوي
قلوب الناس فاجتمعوا حيارى
ألا يا عازف الأفراح زدني
حياة وامنح القلب اصطبارا
تركتُ الآمنين فزدت خوفاً
وحتى في العلوِّ أرى انحدارا
كأني والحياة تمرُّ طيفاً
سريعاً لا أرى فيها قرارا
كعصفورٍ على الشباك غـنّى
وغـرَّد فيه ثانيةً وطارا
تنوح قريحتي فأصبُّ فيها
هـدوئي ثم ألبسها دثارا
وحين تضجُّ آلامي أراها
تنوح ونوحها شقَّ المدارا
هي الأيام عاشقها سقيمٌ
يرى إن زار جنتها القفارا
ونعشقها ولا نرتاح فيها
وتمشي القافلات بها اختبارا
أبثُّ مشاعري فتعود نحوي
فأرفضها فتنتحر انتحارا
تعـمَّدت السكوت طوال عمري
ولمّا قلت أبكيت الجدارا
#عيادة_خليل