منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - إنـــهُ البنــج !
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-16-2010, 05:01 PM   #1
مريم الخالد
( شاعرة وكاتبة )

الصورة الرمزية مريم الخالد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 475

مريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعةمريم الخالد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي إنـــهُ البنــج !




ووخزة تجدد ألما قد اعتادت عليه
(لا تقلقي) ….. قالها الطبيب وهو يدخل طرف الحقنة ويخرجه مرات ٍ عِدَّة كـَيْ ينشرَ البنج إعلاناً لبدء جلسة ِ جديدة ٍ
الطبيب : لن تشعري بشىء !
يرددُ تلك الجملة المقيتة َ كل مرة ً ويربتُ على كتفها عند كل انتفاضةٍ تخرج من جسدها من وخزات الألم !
ابتسمتْ صامتة ! ……. تطبق على شفتيها وتغلق عينيها وتصمتْ
تتنفس بعمقْ !
وهل للألم أن يمر هكذا مرور الكرام ! … ألن يوجه إليها سلامه الحار المعتاد !
كيف لا وهي تنتقل من قطر ٍإلى قطر فقط كي تقابله وتحتضنه وترجع أدراجها ثانية !
يثير صمتها اعجاب الطبيب … ذلك الذي لم ينكف عن إيلامها طيلة وجودها بتلك العيادة التي حفظت أركانها وزواياها
باتت تتقن رسم خارطة بياضها عن ظهر غياب
وتلك الأدوات الباردة التي تصيبها بقشعريرة تدعوها للهرع هربا ًمن براثن مشرط الدكتور بلا عودة !
، حقنه اللاذعة التي يخافها هو أيضا !!!
، تلك الأصوات التي تنبع من المشرط وجهاز الكي التي تنسيها موسيقاها الكلاسيكية الهادئة
وأدوات التعقيم التي حلت رائحتها محل عبير الياسمين التي تركتها أمامَ باب العيادة خوفا ً عليها من الذبول بالداخل
وسط ضجيج الألمـ والآهات وشرود المراجعين المنتظرين انتهاء تلك المراجعة الصامتةِ دوما ً !
~ ~ ~
تنظرُ إلى شهادة التقدير الخاصة بالطبيب والتي تظهر مدى قدرته على سفك الدماء بأسرع وقت وأقل الخسائر !!
يالك من طبيب ماهر !
ذهبت بعيداً بأفكارها التي نجحت في كتم ِ صوت ثرثرة الطبيب والتي أطلقها كي يشغلها عن الشعور بالألم
ذاك الألمـ
توقف عن الثرثرة وتأمل صمتها الصارخ وهي تتابع نجماً ما قد برق في سماء أيامها المظلمة
و…………………… رحل !
رحل صامتا ً هو أيضا ً !
ربما لم يعد بمقدوره تحمل وصفها للحظات الألم التي واجهتها على يد طبيب يفتقد لما يسمى الدفءْ
يااااااه ذاك الدفء
شعور أخذه معه ككل الاشياء الجميلة التي تشبهه !
ربما لم يعد بمقدوره وصف انعكاسات تموجات البحر من عينيها العسليتين ،
ولم تعد ريشته تتقن رسم خطوط ابتساماتها التي لم تكن تفارق احمرار وجنتيها
أو أنه ليس منافقاً كفاية كغيره كي يصف جمالها الذي لم يعد يشبه زهور ياسمين الشام !
أو ربما لم يستطع إتقان فن الشقفة الذي يمارسه من هم حولها
ربما وربما
~ ~ ~
توقف ذاك الوخز وتلك النفضة ……………. تساءلت : هل انتهت الجلسة !
أجابها الطبيب متفاخرا ً : نعم !!!!
لابد أن البنج قد فعل فعلته ولم تشعري بشيء
ردت عليه وهي تقبض بيدها مصدر الجرح …. نعم يا دكتور …إنـــ …. إنــهُ البنج !
ذلك البنج الذي لم يعد يفتك بالألم فيرسله للمنفى مع وردةٍ اغتيلتْ قبل أن تنضج ،
وردة ٌ تشتاق للـ شعور بلحظة صفاء بلا وغز ٍبلا انتفاضة
قد قوي يراع الألمـ حتى بات يستوطن دماءها فيطرد أي دخيل ٍكان
حتى لو كان عن طريق إبرةٍ صاحبها يحمل شهاداتِ تقدير تـُعلق على الـ حائط !
~ ~ ~
أي بنج يا دكتور أيُّ بنج !
أغمضت عينيها المرهقتين ونااااااامت
ابتسم لها
وخرج لتشريح مريضـ /ة آخر/ى مستخدما ً البنج ذاته !

 

التوقيع

لم نعد نعرف كيف نرجع من لهيب أمنياتنا سالمين!
رسائلي
Twitter: @maryamalkhaled

رابط قناني على التليجرام:
https://t.me/maryam_alkhaled

لك الله يا سوريا!

مريم الخالد غير متصل   رد مع اقتباس