الابن
آه يا بني،
أتعرف، أتعرف
من أين أتيتَ؟
.
من بحيرة
مليئة بالنوارس البيضاء الجائعة
.
إلى جوار مياه الشتاء
اصطنعنا هي وأنا
جذوة نار حمراء
وأنهكنا شفاهنا
من تقبيل روح أحدنا الآخر
ونحن نلقي كل شيء للنيران
فنحرق فيها حياتينا
.
هكذا جئتَ إلى الدنيا.
.
ولكنها
كي تراني وكي تراكَ
.
عبرت البحار
وأنا،
كي أطوق خصرها النحيل،
مشيتُ الأرض طولا وعرضا
وسط الحروب والجبال
وسط الرمال والأشواك.
.
هكذا جئتَ إلى الدنيا.
لقد جئت من أمكنة عديدة
من المياه ومن الأرض،
من النيران ومن الثلوج،
من بعيد
تمشي نحونا نحو الاثنين
حتى وددنا أن نعرف
ماشكلك
وماذا ستقول لنا
لأنك تعلم أكثر
عن العالم الذي أعطيناك إياه.
ومثل العاصفة العاتية
نهز شجرة الحياة
حتى أشد أعواد جذورها خفية
.
وها أنت تستبين
منشداً بين الأوراق
على أعلى فرع من فروعها
نصل إليه معك.
*
ترجمة: ماهر البطوطي
من ديوان أشعار القبطان