[سيرين]

كان واقفا ينظر إلى جمال البحر, على شاطيء المجهول
يرتدي معطفه
يتسكع بخطى ملأى بالحيرة و القلق.
تأمل أمواجه وهو يحدثه عن قصاصاتها الحمراء
التي أثقلت بعطرها السماء,
يرى الآن غيومها لحن جنائزي وكيف كان سابق الإزدهار
ولم يشعر بي وكنت واقفة إلى الجوار.
سمعتُ ما قالهُ وفهمتُ عمن يدور الحوار
كان يحكي له عن حبه الخائن .. الغدار كيف خانته ؟
كيف حالت لفقده أيامها بعدما كان لها الأهل ودفء الدار
أعطاها كل الأشواق ورود تقتطف منها ما تشتهي. و تختار
وما كان إلا القنوط بعدما حاولت بعد ذلك من جنة حبه الفرار
فتصدعت مملكته بعد خروجها وأصابها الانهيار
وما استعاض عنها خليلة
ولا اثناه عنها حبيبة وإن كانت للجنة إطار
فجاء يلقي بعض هموم بعدها في البحر
فاقتربت منه .. وسألته عن هذا الحوار كيف يتهمني بالغدر ؟
وأنا مثله من هجره هنا جئت شاكية للبحر
كم بكيتك عشقاََ وخاطبت الشوق في وجل
ضحك البحر ودعانا للجلوس فوق الصخر
تبادلنا الاحاديث وينادمنا ضياء فرحة القمر
اغزل له حفنة نجوم بالقرب من منكبيه لتمخر عباب زفراته
تقصي صمودي نافلة ضوء في عينيه
وعدنا إلى مملكتنا وملئناها فل و ازهار
واصبحنا دوما موعدنا مع زمرة تنهيدات عند حافة البحر


\..