[م.رضوان السباعي]

7-8-2009 عزف على وتر الحنين

في غربتي يطوي الغيابُ مسائي= والنارُ تلوي بالدخان سمائي

لم يبق لي إلا الرماد مؤانســـي = في وحشتي زار السكون فنائي

يتهالكُ الضوءُ الجريحُ بناظري = متناثرا" يمضي على استحياء

من ذا يعيد جمال أيـــامي التي = شردت كحلم غارب متــنــائي

كم مرة زار الحنينُ خــــواطري = كلهيب جمرِ في لظى الصحراء

أدمنتــني لحنــا" يزيــــد قتــامـة = شاخت على أنغــامه أجـــوائي

أشكوه منه اليه مضــطربا" وبي = قلق الرياح على ضفاف بكائي

يتضاءل الكون الفسيح فــحط بي = همٌ وما أغفى فـــزاد عنــــــائي

وحدي سجينٌ في شواطئ وحدتي = وحدي أراني باهــتُ الأضـــواء

يدنو الغـــبار إلى نوافــــذ أضلعي = فأحيك من وجعي الثقيل ردائــي

وجعٌ يــبدد ليــــــلتــــي وثلوجـَــها = كخرافـــــــة وحشيـــة الأهـــواء

قد كـــان أمــسي راحـــلٌا" بصبابتي =واليوم ذكرى الأمس من أصدائي

في حوزتي ما الليل أخفى من أسى = والصبحُ حلــــمٌ مبـــهم الأنـــباء

عايــشت كـــل مديــنة مسقـــوفة = في داخلي بالوهــم والظـــلمــاء

أنهكتُ أرصفتي أسير بزحمتي = يمضي لنيل الفجر سيل حدائي

للفـــجر دفتــه ورغـــم ضـــآلتي = يمضى يشق طــــريقه إسرائي

كدليــل بــارقة يشـــير لنــا بنـــا = أمــلٌ على شــــرفاتــه أفيـــائي

بالريح تنتحر الرمال على الفلا = مثل الســــــراب اذا التقى بالماء

وأنا كغيــــــم مثقــل بخـــراجه = والأرض عطشى بانتظارولائي

رغم ازدحام الريح نحوى تلقني = سرُ اليراع وما انثنى كبقائي

م/رضوان السباعي 7-8-2009