[زاد الركب]

.
.
.

الحمدلله الذي علم بالقلم ..

والصلاة والسلام على من آتاه الله جوامع الكلم .. وبعد..

أسأل الله أن يزيح عن قلوبكم الهموم ويشغل عقولكم بطلب العلوم .. وبعد أخرى ...

فإنه لضعف دم فكري و سوء تغذية عقلي .. أكتب لكم الليلة من فراغ .. لا و لن يملأ الفراغ الذي تحاولون بقراءة هذا الموضوع اللاموضوع أن تملؤوه .. كون هذا الفراغ الذي أكتب لكم منه يختلف عن الفراغ الذي تقرؤون لي فيه ..ففراغي لم يأت من سعة في الوقت و لكنه فراغ خلفه شعوري بالوحدة في حضرة هذا الليل الكريم ..


أعلم أن ( الضحك من غير سبب قلة أدب ) .. وإنني إذ اتخذت الليلة قراراً بالضحك وبدون سبب فما ذاك من قلة أدبي ولله الحمد .. و لكن عملاً بقول العلامة الشيخ البائس بن متشائم الشقي ( اضحك بدون أسباب تلقى الهم واقف لك بالباب ) وإنني حين قررت أن أضحك فلقد وضعت في حسباني اتخاذ كافة الإحتياطات اللازمة لغلق الأبواب منعاً لدخول أي هم .. بما فيها باب قلبي الذي أعطيته منذ هذه اللحظة إجازة مفتوحة مدفوعة النبض ..

أحياناً .. عندما تدور هذه الحياة وندور معها .. نشعر بالملل .. لأن حياتنا لا تتغير ..
وعندما نقف ونترك الحياة تدور .. أيضاً نشعر بالملل لأن وقوفنا يطول و حياتنا تتكرر ..
وللقضاء على هذا الملل .. وجد العلماء ( الذين لا يعرفهم أحد ) أن الحل الأمثل لهذه المشكلة ..
أن ندور مع الحياة بسرعة تختلف عن سرعتها غير أنهم تعمدوا أن لا يخبرونا .. هل نسبق حياتنا أم نتأخر عنها .. !!
و ما ذلك لشيء إلا ليبقوا علماء ونبقى .. أي شيء آخر ..


المهم . . نعود لموضوعنا رغم أنه ليس هناك موضوع .. عندما دخل الإنترنت للبلاد عام 1995 و بدأ كيبورد زاد (...) الطالبة في الإعدادية يهيم في المنتديات كانت الأوضاع تختلف كثيراً عما هو عليه الآن .. كانت المنتديات ممتعة جداً لأنه لم يكن هناك مواضيع منقولة .. كان الموضوع يستحق أن يكون موضوعاً .. وكانت المشاركة تستحق أن تسمى مشاركة .. على كل حال كل ذلك ليس مهماً الآن .. المهم أنه طوال عشر سنوات .. وأنا أشعر بالإنزعاج .. لأنني كلما شاركت في منتدى .. لا يمضي عليه أكثر من 3 سنوات ويختفي من الشبكة .. حتى بدأ يتسلل إلي شعور غبي بأن لي علاقة بذلك .. بالمناسبة .. البارحة عندما وقعت عيني على تاريخ تسجيلي بالمنتدى حمدت الله كثيراً أنه مازال أمامي سنة أخرى قبل أن ............ ولا حول ولا قوة إلا بالله ..


على كل حال .. قراري بالضحك ليس له علاقة بما ورد أعلاه فعندما قررت أن أضحك لم يخطر ببالي أن أتذكر و أذكر هذه الأمور التي قد لا تعني لكم شيئاً ولكن حاجتي للترفيه عن أصابعي قليلاً و ( مجاناً ) تدفعني لكتابة أي شيء قبل فوات الأوان .. فغداً .. ربما ندفع مقابل الإشتراك في المنتدى .. و ربما ندفع أيضاً مقابل كل حرف نكتبه و ربما يصبح لكل حرف سعر وربما .. وربما.. و ربما .. و نحن ندفع .. و ندفع.. و ندفع .. حينها سيحرم الفقراء مثلي من المشاركة في المنتديات وسيعودون للكتابة على الرصيف في الوقت الذي يقوم به آخرون بنقل محتويات رصيف الفقراء ووضعها في المنتدى فقط ليستمتع الكاتب بإضافة كلمة ( منقول ) عليها ويستمتع القارئ بشكره على النقل ..

المهم .. نعود للحديث عن قراري المفاجئ بالضحك لأنني في الحقيقة لأول مرة أتخذ قراراً بهذه الأهمية.. كون الضحك ليس بالأمر الهين على الأقل بالنسبة لمن لم يمارسه من قبل.. فكيف بمن لا يعرفه.. وقد قيل حديثاً .. حزن تعرفه خير من فرح تجهله ..!!

سابقاً .. عندما كانت الشمس تشرق في الصباح .. كانت تشرق من الشرق .. هكذا تعلمنا في المدرسة .. لكن أحداً لم يخبرنا .. من أي شرق .. الشرق الأوسط .. أم الشرق الجديد .. وعندما بدأت سياسة التعولم الذاتي تغزو المناهج .. تعلمنا .. أن الشرق هو الشرق لا أوسط / جديد و لا هم يحزنون .. ولماذا يحزنون و هناك من يقيم العدل والديموقراطية في الأرض بكوندليزية رهيبة .. !!

يقال أن فلسطين كانت دولة ثم أصبحت فلسطين فقط بدون دولة .... والعراق كانت جمهورية ثم أصبحت جمهورية فقط بدون العراق .. فالفقد سنة التغيير .. وعلينا أن نفقد لنتغير .. نفقد ماذا .. ليس مهماً بقدر ما هو مهم أن لا نفقد أنفسنا في محاولتنا الأولى للتغيير..

في الحقيقة .. لم أكن أتصور أن الضحك صعب جداً لهذه الدرجة .. إلا الآن .. بعد أن تعبت و أنا أحاول أن أضحك من أعماقي عبثاً.. كأنه لا عمق لي .. أو كأن معاقل الحزن لم تستسلم بعد لجيش الضحك الذي جاء من أجل إقامة شعور ديموقراطي داخلي ..


أحياناً .. هذه الأحياناً تختلف عن التي في الأعلى .. لذلك انتبهوا جيداً للأحيان أثناء القراءة .. لأنه أحياناً أخرى .. القارئ الذي يقرأ كل ما يكتب ليس بقارئ والقارئ الذي لا يقرأ شيئاً مما يكتب ليس بقارئ .. القارئ ( كما أراه ) الذي يقرأ بعض ما يكتب وكل مالا يكتب .. كما قال الشاعر ..

كفاك من السطر ( س ) و ( ر ) .. و دع عنك ( الــ ) و ( ط ) الأغبياء
فالســــــــر يكتب ( س) و ( ر ) .. وما زاد عن ذا يعـــــــــــد غثـــاء


( المهم ) كم هو مضحك أن تتكون هذه الكلمة من شطرين ( الم ) و ( هم ) وكأن كل الأشياء المهمة في هذه الحياة مؤلمة و تجلب الهم .. ولكن بما أنني اتخذت هذه الليلة قراراً بالضحك سأترك كل الأشياء المهمة جانباً .. أما الأشياء ( اللا مهمة ) فسأضعها في الجانب الآخر مؤقتاً لأن مفعول الدواء أوشك على الإنتهاء .. لذلك تصبحون على خيل .. والخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة ..

.
.

زاد ( ... )