· كلما سمعت قولا أعجبني قلت لصاحبه عفويا " سبحان الله" , حين اغضب تكون على لساني , في قمة انفلات أعصابي أقولها ساخرا من شي أو متعجب !!, البعض والعياذ بالله لا يرحب بالتسبيح إذ يعتقد بأنها حين تنطق في وجهه فان ذلك دليل سخريه عليه , التسبيح هو الحقيقة التي اقر بها القران الكريم فكل الخلق يسبحون العلي القدير لذاته العلية , قال في محكم التنزيل جل جلاله : ( تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وان من شي إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا) " الإسراء 44".
· حين تسبح ربك فانك بذلك تمجده وتقدم له التقديس مع التنزيه من كل نقص والمقصود من التسبيح الذكر الدائم لجلاله بكل اسم ووصف وفعل نسبه تعالى لذاته العلية , انه التمجيد للعلي القدير وإخلاص العبادة له وحده بالاعتقاد والنية والقول والفعل , تنزيهه تعالى عن جميع صفات خلقه وعن كل وصف لا يليق بجلال ربوبيته والوهيته ووحدانيته .
· اعلم يامن لا تدري عن فضل التسبيح بان الشيفرة الوراثية للانسان كانت تسبح خالقها وهي في صلب ابينا ادم عليه السلام , بل في اصلاب الاباء من ادم الى ابوية المباشرين وعلى ذلك فان كل انسان كان يسبح الله تعال تسبيحا فطريا تسخيريا وهو في صلب ابيه ادم عليه السلام وفي باقي اصلاب باقي ابائه من بعد ادم حيث ان الوجود الإنساني في عالم الذر هو وجود مدرك ادراكا حقيقيا قال تعالى " واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين " الاعراف 172.
· سبحوه سبحانه فان الرعد والبرق والسموات والارض له من المسبحين , كل الخلق له فهو الخالق المصور المدبر , سبحوه فان التسبيح عبادة الأتقياء وعادة الصالحين ,تاموا في ملكوت خلقه وسبحوا , لتكن منصتين لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سُِئلَ : أَيُّ الْكَلامِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : « مَا اصْطَفَى اللهُ لِمَلائِكَتِهِ أَو لِعِبَادِهِ : سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ » انه خير الكلام فألزموا الخير علنا بذلك نكون في رحمته سبحانه .
خارج الحدود
· انظر بعين التفاؤل إلى الوجود ترى الجمال شائعاً في كل زاوية حتى وان كانت قبيحة , أفقر الناس من عاش بلا أمل , أتعسهم من فضل العيش بوجه عابس .
نشرت في جريدة اليوم السعودية
الجمعه 7 جمادى الاولى 1433