منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - التأمّل في سيرة الأشياء
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-2009, 01:13 PM   #1
عبدالعزيز رشيد
( شاعر وكاتب )

افتراضي التأمّل في سيرة الأشياء


في اللغة
الهَرْجُ: الاختلاط؛ هَرَجَ الناس يَهْرِجُون، بالكسر، هَرْجاً من الاختلاط أَي اختلطوا,وأَصل الهَرْج: الكثرة في المشي والاتساعُ,ورجل مُهْرِجٌ إِذا أَصاب إِبلَه الجرَبُ، فطليت بالقطران فوصل الحرُّ إِلى جوفها؛ وأَنشد: على نار جِنٍّ يَصْطَلُونَ كأَنها طلاها* بالغيبة مُهْرِجُ (*كذا بياض بالأصل.) قال الأَزهري: رأَيت بعيراً أَجرب هُنِئَ بالخضْخاضِ فَهَرَجَ ومات.



عندما كان الدكتور يجلس وبجانبه المحاميّ المرموق الذي أتى بصحبة حضرة المدّعي العام صديق رجل الأعمال الذي تربطه صلة قرابة بزوجة صاحب القصر المنحدر من أسرة عريقة لم يكن بالإمكان أن نجد بهلوانيّا يقف بجانبهم إن كان هنالك بهلوانيّ فحتما سيكون أمامهم ليضحكهم ويمضي بحفنة نقود متناسين كلّ رياضيّ أو مغنّي شعبي أو ممثّل فهؤلاء قبل زمن لم يكونوا قادرين على الدخول داخل أسوار المجتمع المرموق الآن الجميع استطاع الدخول الصحف الانجليزيّة تقول ان أوّل من رفع كأس انجلترا كان ابن عامل بسيط وفقير الآن جون تيري يرفع ذلك الكأس بعد 100 عام وهو يتقاضى تقريبا كلّ ماتقاضاه البطل الأوّل في عمره خلال عامٍ واحد!,ياله من فرق! الآن مادونا المغنيّة تصافح ملكة انجلترا وبيكهام يحضر المناسبات الكبيرة ومعه زوجته المغنيّة فيكتوريا ولن يستغرب أحدهم لو رأى مايك تايسون خرّيج السجون الملاكم حاضرا بربطة عنق أنيقة وزوجة أجمل من كلّ الحضور فهم جزء من مجمتع مرموق وحتما سيأتي العقاريّ الملياردير دونالد ترامب الذي ينظّم مسابقات لملكات الجمال المراهقات ان صحّ التعبير! الكلّ أصبح داخل أسوار المساواة إلا المهرّج!

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

كلّ المهن المتواضعة سابقا والتي لايلجأ إليها إلا محروم الشهادة والأسرة أصبحوا متساويين لم يعد أحدٌ ينظر إليهم كأناس بسطاء بل أصبحوا مرموقين ومن طبقة فخمة وللأسف لم يسطحبوا زميلهم المهرّج فقد رأوه أحقر من أن يكون معهم ماأقسى أن يمتهنّ أحدهم مهنة إضحاك الناس وعلى حساب نفسه وهو كظيم!

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لندع المهرّج جانبا ونرى ديفيد كوبرفيلد الساحر اليهوديّ الذي ولد وحيدا ومصاب بمرض التوحّد لم يكن قادرا على النطق وخافت أسرته عليه فلم يكن يعرف أحدا أو يجيد الاندماج مع أحد لكنّ كلّ ذلك تغيّر بسبب سحره وقد يحلوا للبعض تسميتها ألعاب خفّة,انقلب حال وقامت عصى الساحر بعملها على أكمل وجه الآن كوبرفيلد بجانب بيكهام المدين لكرته وبجانب مادونا المدينة لصوتها اصبحوا مشهورين مرموقين في نظرهم في حين لم يحسن أنف المهرّج عمله فسقط منسيّا وربّما للأبد!

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ومرّة أخرى لندع المهرّج فإن احتجنا للضحك سنكون بالقرب منه الآن لنكون مع ديفيد كوبرفيلد الذي حوّل مهنة السحر(ألعاب الخفّة) إلى عملٍ ابداعيّ عجيب

 


التعديل الأخير تم بواسطة عبدالعزيز رشيد ; 06-05-2009 الساعة 01:22 PM.

عبدالعزيز رشيد غير متصل   رد مع اقتباس