منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - إلى أي منأى تقودنا الحياة
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-14-2013, 03:31 PM   #1
علي آل علي
( كاتب )

الصورة الرمزية علي آل علي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 22

علي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعة

افتراضي إلى أي منأى تقودنا الحياة


إلى أي منأى تقودنا الحياة


هكذا هي الدنيا ، وهكذا هي جنباتها وأجواءها ، نعيش فيها رحلة عشواء لنفهم فيها العظات التي أُلهمنا إياها من نسك قرآني وإرشاد نبوي ، هناك معنى ومغزى منذُ الولادة وحتى الممات ، وهناك إشاراتٌ في كل مكان وزمان علينا بالانتباه لها كي لا يجرفنا الجهل قصراً إلى أعماقهِ المُظلمة ، هنا النور بين أيدينا نحملهُ لينير لنا الأردان والطرقات ، كي نسير بوعيٍّ وهدى في دُلجة الليل البهيم الذي لا نعلمُ لهُ حسًّا ، ولا نسمعُ منهُ رُشداً ، يحتاجُ إلى أداة تبقيهِ مضاءًا وبغير هذه الأداة سينطفئ لا محالة من ذلك ، ولكي نُدرك هذا الأمر علينا بالبحث والتحرّي والأناة في ذلك ، علينا أن نعيد حسابات قد وضعنا فرضياتها وأوجدنا مُعادلاتها بعناية منّا أو بغير عناية ، بوعي أو بغير وعي ، ونحلل ذلك تحليلاً مناسباً يكون نتاجهُ منهجا ننتهجهُ ونذود عنه ما استطعنا إليهِ سبيلا ، وأن نكون على جادة الطريق لقناعة تُمثلنا لا تُمثل غيرنا ، وبأن لا نسلّم لرأي أحدهم مهما بلغَ من أمره حتى نفهم تلك الدلالات والإشارات التي يُشير إليها ، فليس بأحد يخلو من الشطحات والعيوب ،وليس بأحد قد كمل فيه الوعي والرشد بما رأيناه فيه ولمسنا منه ذلك ، والعبارةُ الحكيمة المُخلّدة مذ ولادتها إلى الأن والتي يجب الأخذ بها باعتبار بالغ ويقين محض هي التي أشارت بأنّ الجميع يؤخذ منه ويرد إلا صاحب القبر الذي هو نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ، يجب علينا الابتعاد عن الخداع بكافة أنواعه وبأن نكون الصدق بكامل زينته وجماله ، لأنّهُ منجاة مهما كان الوهم مُخادعا لنا بأنّه ضرر وشرور ، الصدق مرآة الصالح ومفسدة للطالح ، والكذب بهتانٌ يعكس الجواهر بالمفاسد ، يُظهر لنا الفتنة كمَنْظَر أَخَّاذ ، ويبطن الفسوق البطال ، وللأسف لم يعد يظهر لنا سوى هذا النوع من البشر ، الذين يُحدثون في عقيدتنا وحضارتنا ما يُلغي هوّيتنا تماما لنكونَ مسخاً لعوالم أُخرى لا حقيقة لها ولا أصل.
هذه الحياة مسيرة إلى موطن الخلود الذي تفرّع بفرعيه الفردوس والجحيم فكل منا يختار طريقهُ بعناية وحذر ، وألا يلتفت للواقفين على جنبات الطريق والذين يبيعون الكلمات بالحلف الكاذب والبهتان المبين .

 

علي آل علي غير متصل   رد مع اقتباس