[بدر عتيق الحربي]

نظرت الى السماءِ (ذات مساء) فإذا بمشاهد الحياة تمر أمامي وإذا بنجمٍ أفل وإذا بدمعة تسقط على خد الفضاء لتروي مالم تستطع روايته الأحرف كل مساء..... ذات مساء...تساقطت زخات المطر ...وكان سقوطها ووقعها لحن على أرض الضعفاء(بني البشر)..ينظرون الى السماء علها ان تجود أكثر وأكثر يتبادلون الضحكات ولم يستغلوا هذا الوقت بدعوة علها تستجاب لهم فذهبت بعيدا عن الأعين واختفت الضحكات عن أذني ورفعت يدي يااااارب...يااااارب وكان ذلك ذات مساء ممطر

ذات مساء وأنا عائد من الحج في اليوم الأخير وأنا أقف بجوار الطريق وفي زحمة الحجيج.. إذ تعالى صوت بكاء من إحدى الحافلات لإحدى الدول العربيه(سوريا) ووقف بجانبي وإذ بإمراه طاعنه في السن تناديني وهي تبكي: (إبني اريد الرجوع الى مقرنا ) وهي تمسح دمعة سقطت على خدها الملون بالوردي..... فبادرتها :لاتبكين ياخاله ان شاء الله سوف تعودين الى مقر ك والى ديارك بس لاتبكين... وصعدت الحافلة ومعي ولد عمي وابن اختي واخي ... ونظرت الى الحافلة فإذا بها عدد من النساء والرجال الذين اكل الدهر عليهم وشرب..والتعب يعتليهم وتجاعيد السنين قد أخذت مجراها في ملامحهم فقلت لهم منذ متى وانتم تبحثون على المقر ؟؟ صوت تعالى متقطع اتى من الخلف من ست ساعات!!! الله وكيلك لم نأكل اشي...؟؟!!!!! وكان الخط مزدحم بالسيارات يسير دقايق ويقف ساعات.... فأنتهزت الفرصه وركضت مسرعا من الحافلة الى سوبر ماركت قريب من الخط وانا اخرج كل مافي جيبي من نقود لأأشتري لهم ماء واكل ...وابن عمي اتى معي واشترى لهم عصيرات فقال سبقتنا يابدر...فقلت من يريد الأجر عليه ان بنتهز الفرص.... وعدنا للحافله واعطيناهم ياااااالله كم كان الجوع والعطش يفتك بهم...!! وبعد ان شربوا واكلوا بدت انفاسهم تعود اليهم.... وإذا بشايب اتى عندي في الامام وهو ينشد الشعر الشامي وكم كان جميل جداااا وانا أبتسم واخذنا نتبادل الشعر... والمرأه التي كانت تناديني وهي تبكي اشعر بفرحها وهي تتحدث الى والى النساء القريبات منها.... وبعد تقريبا الــ 4 ساعات في خط لايتجاوز الــ 10 كيلو!!!! للزجمه وصلنا الى مقرهم وإذا بأبنائهم ينتظرونهم وهم يبكون وبعد ان وصلوا يييييييييييياه كان اللقاء بينهم مبكيا...احضان ودموع وكأنهم عائدون من رحلة مووت!!! واتاني ابنائهم وهم يشكروني فقلت لهم ادعوا لي لعل بدعوتكم أسعد ويُبعد عني حزنا احاط بي ... وصعدت الى الحافلة وانا انظر اليهم وهم مبتسمون ... وكان ذاك ذااات مساء لاأنساه

ذات مساء فقدت أخي محمد وهو في كامل صحته بعد مساء متعب في مستطيل لعب كرة القدم...وهو يقول لي بصوته:ابيك تخاويني أبها هذه السنه....وكان يقول لي:تصدق الفجر غدا ودي اصلي في الحرم..!! اتعلمون لقد صُلِى الفجر عليه هناك وهو راحل عن الحياة وكان حديثنا ذات مساء!! : : ذات مساء عادت خطواتي الى درب نسيته منذ زمنٍ طويل...ياااه كم كانت الخطوات ثقيله لا اعلم اهي خائفه/مرتبكه/خجلى هي..!!! عدت ونظرت الى كل تربةٍ احتضنت خطواتي ...وفجأه رأيت نفس الملامح التي ودعتني في آخر لقاء جمعنا....كم كانت الرياح قوية حينها...أوراق شجر...حولها...بدا لونه مصفر مع مرور الوقت!!! أردت الرجوع الى الخلف ولكن لايوجد خلفى سوى الظلام ولايوجد أمامي سوى النور وشي من ذاتي المكسور!! ههمت بالتقدم وفجأه سقطت لأأصحى من حلمي الذي زارني ذات مساء : ذات مساء سأرحل دون إعلان برحيلي وسيرحل معي كل شي إلا شي من ذكرياتي وشي من أحرفي التي سأتركها في هذه الدنيا وأرحـ ـــ ـــــ ل : ذات مساء ذرفت دموعي لرحيل رجل احبه جدا في الحي..اخفيت دموعي عن الناس ولا يعلم بها الا رب الناس...واخذت ادعو الله يارب ان الضيف ضيفك وأنت أكرم الاكرمين...يارب نحن شهدائك في الارض يارب انه رجل صالح...يساعد الضعفاء يساعد اليتامى حبا فيك وفي عظيم عطائك.... وسقطت دمعتي لتكمل طريقها نحو الاسفل ويدي نحو السماء ..وسقطت دمعتي ذات مساء : : سأعود ذات مساء لأحدث الورق عن مساءاتي القديمة