منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - قَبْلَ مَوْتِهَا!! .. ق.ص
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-10-2013, 09:55 PM   #4
ياسمين شملاوي
( شاعرة وكاتبة )

الصورة الرمزية ياسمين شملاوي

 






 

 مواضيع العضو
 
0 جذور " ق ق ج "
0 انعتاق
0 كرامة
0 الشارع

معدل تقييم المستوى: 0

ياسمين شملاوي غير متواجد حاليا

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود السيد مشاهدة المشاركة
قَبْلَ مَوْتِهَا!!


عَادَ لِتَوِّهِ مِنْ سَفَرٍطَوِيلٍ. كُلُّ شَيْءٍ فِي حَارَتِهِ الْقَدِيمَةِ تَغَيَّرَ، حَتَّى وُجُوهُ النَّاسِ الّتِي كَانَ يَأْلَفُهَا تَاهَتْ مَلَامِحُهَا مِنْ ذِهْنِهِ.

لَمْ يَبْقَ لَهُ فِيهَا سِوَي بَعْضِ جُدْرَانٍ كَانَتْ مَحْضَنَ طُفُولَتِهِ وَشَبَابِهِ، تُثِيرُ شَجَنَهُ وَتَسْتَدْعِي ذِكْرَيَاتِهِ الْبَعِيدَةَ؛ فَتَجْتَمِعُ لَدَيْهِ أَسْبَابُ الْحُزْنِ وَالسُّرُورِ.

تَشُقُّ عَلَى وَجْهِهِ مَمَرًا تِلْكَ الَّتِي سَالَتْ عَلَى خَدَّيْهِ دُونَ أَنْ يَشْعُرَبِهَا، حِينَ صَادَفَتْ عَيْنَاهُ صُورَتَهَا عَلَى الْحَائِطِ.

بِيَدِهِ يَمْسَحُ التُّرَابَ الَّذِي غَطَّاهَا. يَضُمُّهَا إِلَيْهِ، يُقَبِّلُهَا، ثُمَّ يُعَاوِدُ النَّظَرَإِلَيْهَا ثَانِيَةً، كَأَنَّ عَيْنَيْهَا تُحَاكِيهِ، تُعَاتِبُهُ، بَلْ رُبَّمَا تُحَاكِمُهُ!

طَرَقَ سَمْعَهُ قَوْلُهَا الْقَدِيمُ: بَعْدَ مَوْتِي سَافِرْحَيْثُ شِئْتَ!!
فَخَرَّ أَرْضًا، وَقَدْ أَنْهَكَهُ الْبُكَاءُ.


انْتَبَهَ إِلَى صَوْتِ هَاتِفِهِ، فَوَضَعَ الصُّورَةَ فِي مَكَانِهِا، وَجَرَّ حَقِيبَتَهُ، وَانْطَلَقَ!!








الكريم محمود:
مساؤك جوري العطر. .
نص جميل يقشعر القلب بعاطفته الجياشة ..

كل المودة والاحترام
الياسمين

 

التوقيع

سأنام على حجر يتبقع بدم الشهداء،
لأحلم باللوز الأخضر والزعتر،
بالنعناع وبالماء الرقراق

ياسمين شملاوي غير متصل   رد مع اقتباس