أدب وفكاهة (2)
الأدب...والذهب
رغب أحد طلاب الحاجات إلى "بديع الزمان الهمذانى" في أن يجود له بشيئ ، وعاوده غير مرة ، فلم يظفر منه بطائل . فكتب إليه: لم لا تجود بالذهب كما تجود بالأدب ؟!
فأجابه "البديع الهمذانى" برسالة طريفة قال فيها :
لا قرابة بين الأدب والذهب ، فلم جمعت بينهما؟ والأدب لا يمكن ثرده في قصعة ، ولا صرفه في ثمن سلعة . لقد جهدت جهدى بالطباخ أن يطبخ لى لونا من ديوان الشاعر "الشماخ" فلم يفعل . وجهدت جهدى بالقصاب أن يذبح لى كتاب (كليلة و دمنة) فلم يقبل . واحتيج في البيت إلى شيئٍ من الزيت ، فأنشدت ألفا ومائتى بيت من شعر "الكميت" فلم تُغن فتيلا ، ولم تبعث من الضوء كثيرا أو قليلا . فاترك أهل الأدب وابحث عن أهل الذهب !!