سؤالنا اليوم بعيد عن الشِعر في المضمون ولكنه سوف يخرج من تحت عبأة الشِعر لا محالة
إن المجد والشهرة والحضوة بين الناس شيءً جُبلت عليه النفس الأنسانية
والأغلب يبحث عن ذلك وكلٍ لهُ مقاصده
ولكن السالفين في بعض المواقف يضعون من خلفهم في مأزقٍ ببعض تصرفاتهم
خصوصا إذا كان تصرفٍ حيوياً إنسانياً يعتمد على البذل والعطاء
فيّ المواقف المدهشة دائما ما تتصرف النفس الأنسانية بما تكتنزه من صفات
لأن النفس دائما ترمي بدواخلها خارج إطار الجسد عند أول صدمة
في برنامج شاعر المليون النسخة الاولى التي فاز بها الشاعر الأنساني الجميل بن فطيس
وضع بن فطيس عند نهاية التظاهُرة عقبة كأود لمن بعده فقد تبرع بملغ الجائزة المليون درهم
بالكامل سامحك الله يابن فطيس لقد امتحنت الناس
فكان فعله أكبر صدى وأكبر جائزة له في نفوس الناس
وحصل بن فطيس بهذا التصرف على احترام حتى من لم يستهويه البرنامج ولم يتابعه لأن هذا التصرف لايفعله إلا من كان حب الخير في نفسه أكبر من ما يتصوره الناس
ومازال بن فطيس اليوم في نظر من عرف بما قام به محط الأحترام والأجلال
من فترة كان هنالك برنامج مشابه لشاعر المليون وكانت جائزته اربعه اضعاف جائزة شاعر المليون
ولكن فارس ذلك البرنامج لم يفعل مثل مافعل بن فطيس فخمدت جذوته عند نهاية البرنامج
كُلنا نعلم نشوة استلام البيرق من يد الشيخ محمد بن زايد وكلنا نعلم نشوة المركز الأول على كافة نخبة الشِعر
ولكن مبلغ مثل مليون درهم يحصل عليها الأنسان دفعة واحدة وهو ربما انه لم يحصل على مثل هذا المبلغ طيلة حياته
ثم يتبرع به بالكامل شيء يفوق الوصف بصراحة
اتوقع انه لن يقوم بهذا الفعل إلا من قد تجاوزت نفسه هفواتها البشرية وحب الدنيا والتفكير في ملذاتها بإكبر قدر تفكر فيه النفس
وضع بن فطيس هذا المبدا وذهب يتخطى بالمجد والشهرة
وترك من بعده في حيرة من الأمر
لا تفصلنا عن شاعر المليون النسخة الثانية الا أيام قلايل وسوف تنطلق العجلة بمثل مامضت
وبعد ثلاثة او اربعة اشهر سوف يكون هنالك فارس جديد يستلم البيرق والشيك ذو سبع خانات
ومع ذلك سوف يبدأ المأزق لهذا الفارس
هل يفعل مثل مافعل بن فطيس ويتبرع بالمليون في نفس اللحظة ؟
حتى لو فعل ذلك سوف تقول الناس لم ياتي بشيء جديد فقد سبقه بن فطيس وليس هو صاحب المبدأ
او انه يكتفي بتوزيع الأبتسامات للمتابعين عبر الأثير وفي شاطئ الراحة ويذهب بالبيرق والشيك معاً ؟
سامحك الله يابن فطيس لقد امتحنت الناس ...