منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - اقتليني
الموضوع: اقتليني
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-21-2024, 01:12 PM   #1
جهاد غريب
( شاعر )

الصورة الرمزية جهاد غريب

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2661

جهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعةجهاد غريب لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي اقتليني


اقتليني

(1)
اعتبريني أوراقاً
كان من الممكنِ أن تبقى بيضاءَ،
لولا القدر الذي أنبتكِ في طريقي،
وجرى مجرى الصفاء في وريدي.
ربما مصادفةً،
هبط الخريف على سُحب السماء،
وربما شعور كان يعتريني.
ثمر زرعكِ نضج فيه العناء
أتى ليشقيني.
هو الآن لي الغذاء..
في كبدي يحرقني ويكويني.
لا أظنه! هواكِ
قادر على سدِ رمقِ البقاءِ..
في قلبي يؤلمني،
وبسهامِ اللوعةِ يرميني.
هو حبكِ الذي كان يرتشفني
فيبلسمني ويشفيني.
:
(2)
قلبي يحدثني ويعذبني،
ماذا بعدما قرَّرتي عن قلبكِ تبعديني؟!
تأتي الإجابة توقظني، والمرّ تسقيني.
الآن عنكِ انزعيني ومزقيني.
مزقي الأوراقَ ومعها الأيام التي
كانت بهواكِ ترويني،
ولا تبقِ شيئاً في ذاكرة الزمنِ
وذاكرتكِ التي لا تحتويني،
وامسحي كل النجوم التي
كانت مضيئةً ذات اختصارٍ في عمركِ،
ومن وهج حروفي، كلماتي، وملامحي
اسكبيني وامسحيني،
وفي حنايا قلبكِ أبداً لا تبقيني.
:
(3)
لحظة أرجوكِ،
فرصة واحدة بها فقط!،
سأضع فوق حروفي كل النقط!،
وسأرسم الكثير الكثير
من علاماتِ الاستفهامِ التي
كانت بكِ ترميني.
هي لا تقبل غير الخلودِ
فوق سُحبِ الأوهامِ،
وعن ملاذي،
عن صدركِ
كانت تشرِّدني، لا ولا تدفيني.
منها سأرتشفُ الواقعَ الذي
كتبني هو ولم تكتبيني.
ربما كنتِ سطوراً مستوية
على وجارِ الهوى،
فيها الكلمات تشويني،
وتحرقُ قبل الجسدِ أوردتي،
ونبضات قلبي وحنيني.
:
(4)
أي حبيبتي،
في فضاءِ الغموضِ،
سأبدأُ في رصدِ كوكبٍ
يستطيعُ استقبالَ حيرتي
قبل وزني الذي
ذاب فيكِ عشقاً يغلغلني،
ودموعي التي
كانت بكِ تعطرني،
ثم على النارِ تغليني.
إذ بعدما تعاهدنا على الصمودِ!،
إلى صدركِ ضممتني ثم تركتني.
هناك أنا والكوكب
حيث "اللاوجود" في دائرتكِ،
و"اللاحدود" في صمتي،
وصبري عليكِ وحنيني.
محال الهوى إليكِ يعيدني،
وطعم الفراغ في قلبي،
وعقلي الذي
كان إليكِ من الجوى يهذي.
نعم هناك
لا محطات انتقال أخرى تؤرقني،
لا ولا ترحال إليكِ يشقيني.
سألملم انكسارات حبي لكِ..
في كأسي الذي
كان مملوء بوجدان نقية ترويني،
كنت اختزلهُ لكِ وحدكِ..
فلا تلوميني.
:
(5)
أشعر وكأنني
من البحور التي
بأسرارها تحتفظ في صناديق
بالهواء يملأها وبالطنينِ،
ومن غابرِ الزمنِ
ظننت أنها بكِ ستحميني.
هي الآن مختبئة هناك بذكاء،
لا يصلها الصيادون،
لا ولا أنتِ إليَّ تصليني.
فقط عابرون،
وبحركةِ الأقدامِ يعبثون،
وللخطوات دهساً يكررون..
وطئي
من حينٍ إلى حينِ!
سأسندُ على جدارِ الساعةِ
وسادتي،
وسأحدثُ رصيف أيامي الذي
بكِ أبداً لن يجمعني.
هو من الذكرى فقط
يسقيني.
ولوحدتي سيبقى الوفيُّ يعزيني،
وإليكِ لن يستطع يغريني.
هو الذي كان
يسمعُ كل مساءٍ
أنيني فيبكيني،
ويشهدُ دموعاً حرى
سقطت حائرة من عيني،
وعلى خدي تكويني.
كبيرة كانت هي
كاتساعِ المُقلِ،
مزقت كل تكويني.
وخلَّدت إطاراً على جفني
بلونِ الحدادِ أسود
يواسيني،
ولوعةٌ كانت بكِ ترميني.
يا نقاء قلب
زارهُ النبضُ عندما
عرفتكِ.
الآن بجفائكِ تعذبيني،
فلم تتركي غيرَ الجرحِ
هو عهدي بكِ والآه
أنىّ ابتعدتِ تأتيني.
:
(6)
هناك..
تحت بخار يتسرب
من فضاءِ رأسي المُتعب،
شموع بلا شموخ
تذوب وجداً إليكِ وتتعذَّب،
لن تجف جداولها في الوسادةِ،
فرائحتها باقية
كقطوف عنب دانية
تؤجج الحزن الذي
تركتِه في أحشائي جنين
يئن بانتظارِ
لحظةِ قدومٍ إلى الدنيا،
والمصيرُ المرُّ
من حبي لكِ.. أبداً،
أمام نفسي لن يُعرِّيني.
:
(7)
يا خسارة،
كيف الوفاء في الدنيا انتحر؟!،
وترك لي من بقاياه رماداً
بلا يقينٍ يبعثرني،
حتى على جمرِ البعدِ
يقلِّبني ويشويني.
آه لقد مات الجنين
وبقي الحزن والألم
مع الأنينِ،
في داخلي يلازمني،
غير الأسى ليس يعطيني.
سيغادر اليوم مع جسدي
إلى قبرٍ اختاره لي قلبكِ
بعنايةٍ يأويني،
كما اختار نهاية
لعلاقة بيننا
لم تستقر بعد.
كنت أحمل بين طياتها قدري،
وأحلم بالرضا والهناء والسعد.
حبيبتي، شفقة بي
لا أرجوكِ أن تحبيني،
فقط! في ميدان قلبكِ اقتليني،
لا تصلبيني،
لا ولا تدفنيني.
فقط!
اقتليني،
اقتليني،
اقتليني.
:
جهاد غريب

 

جهاد غريب غير متصل   رد مع اقتباس