منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - تَهْوِيدَة ....
الموضوع: تَهْوِيدَة ....
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-14-2014, 11:14 PM   #29
نازك
( كاتبة )

الصورة الرمزية نازك

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 65893

نازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سلمان البلوي مشاهدة المشاركة

المُبدعةُ أ. نازك
هذه قراءتي المُتواضعةُ لنصُّكِ الشَّجي:

"تهويدةٌ"؛ من هنا انطلقتِ الرِّيشةُ، من العنوانِ، وأقولُ ريشةً؛ لأنَّنا بصددِ الحديثِ عن لحنٍ عذبٍ، قِوَامُهُ الأنغامُ والإيقاعاتُ لا الحروفُ ولا الكلماتُ، وبصددِ الاستماعِ لأغنيةٍ شجيَّةٍ؛ خُطَّتْ بالوترِ لا بالقلمِ، ومن ثَمَّ الاستمتاعُ بهذا السِّحرِ الـ يخلبُ اللُّبَّ. فإن كانَ الصوتُ يخرجُ من الحبالِ الصَّوتيَّة؛ فإنَّها "التَّهويدةُ" خرجتْ من دندنةِ الصَّمت وترنُّمه بالدَّمعِ؛ الـ يجمعُ بين الحزنِ والفرحِ في آن : "هي هَومةُ روحٍ..." / "هي ترنيمةُ الروح...". هل كانَ القصدُ من هذا العزفِ أنْ تُخدِّرَنَا النَّغمةُ؛ فنستسلمَ للنَّومِ؟ لا أظنُّ، بل ظنِّي أنَّه القصدُ كانَ أنْ تلينَ قلوبُنَا وترقَّ؛ فتسيلُ أرواحُنَا مع النَّغمِ، وتسيحُ في الخيالِ والجمالِ والتأمُّلِ، وفي ملكوتِ الله تَسْبَحُ، وللمُبدعِ الخالقِ تُسَبِّحُ، ولكن على طريقتِهَا الرَّاقصةِ برشاقةٍ وخِفَّة؛ كالرِّيشةِ تُداعبُهَا النِّسمةُ، أو كلهبِ الشَّمعةِ يُراقصُ على الجدارِ ظلَّهُ: "أخالُ بأنّي أنفخُ في كُلِّ حَرفٍ وكُلِّ كلمةٍ مَعنى الحَيــــــــاة".

تمسكُ "التَّهويدةُ" -منذُ البدايةِ- بتلابيبِ الحبِّ: "هُنا لنا بذرةٌ وظلٌ وضوءٌ شاردٌ وإطار"، لا بوصفهِ علاقةً حميمةً خاصةً تجمعُ بين طرفين وتقتصرُ على اثنين، وإنَّما بوصفهِ مزيجاً مُتجانساً من العلاقاتِ الإنسانيَّةِ السَّاميةِ الشَّاملةِ المُتكاملةِ: "أرَى مَا لا يَرونهُ"؛ ولذا فإنِّها تنعتقُ من أنانيتها، وتتجاوزُ حدودَ الـ (أنا) وحدودَ المكانِ والزَّمان إلى ما بعدَ الآخَرِ وما وراء الزَّمان والمكان؛ حتَّى تدور في فلكِ الكونِ؛ كذرَّةِ ضوءٍ تتعاظمُ إلى أنْ تبلغَ مرتبةَ النَّجمِ السَّاطعِ؛ الـ يُهدي ضياءَهُ لكلِّ محتاجٍ ومُعتمٍ ومظلمٍ: "يتسرّبُ منها الضّوء". إنَّها تنشدُ الحبَّ والجمالَ والسلامَ، وتنفرُ من الْكُرْهِ والقبحِ والعداءِ، وتستعينُ بالكلام، بل تستنجدُ به: "أستعينُ بالكلامِ..." / "أُمْسِكُ بمعصَمِ الكَلامِ..."، ولكنَّه الكلامُ يتحوُّلُ إلى صمتٍ مُطبقٍ: "يتّشِحُ السّكونُ كُلّ حَرفٍ، والجرُّ يجرُّ وترَ الصّمتِ"، والصَّمتُ -كما تقولُ الكاتبةُ- هو لُغةُ الحبِّ المُطلقِ: "في محاولاتٍ بائسة لكسر طوق "الصمت... بعد اكتشافي بأنه لغة الحبّ المطلق". ولذا فإنَّها تهربُ إلى الكتابةِ الصَّامتةِ، وبقلمها وأوراقها تلوذُ: "وأكتب إلى أن ينكسر مصباحُ الضوء وتلفظ مشكاتي أنفاسها"، ثمَّ هي بالكتابةِ تتحرَّرُ وتُحلِّقُ؛ حتَّى تخشى أنْ تُهشِّمَ بتحليقها سقفَ المُستحيل؛ خشيتها من الغرقِ في مجاهيل التيه: "يُسيطِرُ عليَّ مناخٌ مِن انعدام ِالوزن ؛ فتتحرّرُ روحي مِن قانُون الجاذبية , وأراني أُحلِّق عالياً..." / "لا أريدُ أن أحلِّق أكثر وأُهشّمَ سقف المستحيل ، ولا أن أغرقَ في مجاهيلِ التّيهِ".

وانطلاقاً من القاعدةِ اللُّغويةِ/النقديةِ التي تقولُ: "الزِّيادةُ في المبنى؛ تزيدُ في المعنى"، فإنَّها المقطوعةُ الموسيقيةُ المصاحبةُ للنَّصِّ تقولُ -أيضاً- وتُضيفُ للمعنى، وكذا الصُّورةُ المُرفقةُ تقولُ وتُضيفُ، بل إنَّه التَّوزيعُ البصري للنَّصِّ يقولُ ويُضيفُ، وكذا الفراغاتُ والكلامُ الْمَسْكُوتُ عنه.

إنَّ الكتابةَ التي تنفذُ من الخصوصي إلى العمومي، وترتدُّ من العمومي إلى الخصوصي؛ هي كتابةٌ ذكيةٌ، وقادرةٌ على المُناورةِ، ويتجلَّى ذلكَ في النَّصِّ في أكثرِ من موضعٍ، يسهلُ على القارئ الذَّكي اكتشافها، كما يسهل عليه أنْ يلحظَ أنَّه النَّصُّ كُتِبَ على دفعاتٍ ودفقاتٍ وعلى فتراتٍ متفاوتةٍ؛ انتقلَ فيها النَّبضُ من طبقةٍ إلى طبقةٍ ومن سُلَّمةٍ إلى سُلَّمةٍ (كما أشار أخي أ. عبدالرحيم فرغلي)، وفي النَّصِّ فلسفةٌ للحبِّ والحياةِ، وأيضاً فيه -كما في الحبِّ والحياةِ- نجدُ المتناقضاتِ؛ فثمَّة حديثٍ عن: أنا، أنتَ، نحنُ، هًمْ، قرب، بعد، تشابه، اختلاف، خيبة، فلاح، سؤال، جواب، حضور، غياب، انتظار، لقاء، شوق، عناق، وحدة، صُحبة أو اجتماع....

يُمكنني القولُ في الختام: إنَّ النَّصَّ كُتِبَ بلُغةٍ بليغةٍ سليمةٍ، وإنَّه لَمْ يُغفلْ علامات التَّرقيم، ولا أغفلَ الضَّروريَ من علاماتِ الإعرابِ، وكذا اشتملَ على بديعِ البيانِ... مجازٍ وكنايةٍ واستعارةٍ...، وفيه صورٌ حيَّةٌ تكادُ أنْ تنبضَ وتتنفَّسَ وتنطقَ وتتحرَّك، وأنَّه النَّصُّ مُترابطٌ مُتماسكٌ، ومنطقيٌ في تسلسلِ أفكارهِ ومعانيه، وبصفةٍ شخصيةٍ؛ راقَ لي واستحسنته كثيراً، وأظنُّني لم أنصفه بقراءتي المُتواضعةِ هذه، ولكنِّي حاولتُ، فمعذرةً على القصورِ والنَّقصِ، وكذا إنْ كنتُ سهوتُ أو أخطأتُ.

دُمتِ بخيرٍ، يا رفيقتي، وبُورك النَّبضُ والمدادُ،
ولكِ تحياتي واحترامي وتقديري.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



بدايةً أعتذر عن تأخرُّي في الرد على هذا التعقيب (الفخم) ولا أعلم إن كان عُذري يشفعُ !
صِدقاً في كلِّ مرةٍ أجمع فيها أمري وآتي لغرضِ رفع آي الشكرِ والعرفان،أجدُني أتيهُ في طيات ردودكم الفارهة ولغتكم الشفيفة التي تنفذُ في الصميم ، فتذوبُ كلماتي أمام هذا الزخم وهذا الكرم من لدُن أرواحكم ....
؛
؛
حقيقةً أستاذي المِفضال قرأتني هُنا (بفكرِ الإنسان المُتبصِّر المُبصِرِ بعينِ البَصيرةِ لا البَصرِ) !
وكما أسلفتُ عَاليهِ؛ تتقزّم الكلماتُ أمام كرمكَ وتضيعُ مني الحروف عند عتبةِ إمتنانٍ، ولا أجدُ كلاماً يليقُ بمقامكَ َفأقدمهُ وأنتَ من أنتَ؛عِلماً وخُلقاً وذوقاً وانسانية حقَّ أن تُكتبَ بماءِ التِّبرِ على صفحات اللُّجين .

 

التوقيع

أُدِيرُ ظَهرِي للعَالمْ وأَشّرَعُ في الكِتَابةْ !

https://twitter.com/nazik_a
https://www.facebook.com/Memory.Traps
https://instagram.com/nazik_art1?igshid=YmMyMTA2M2Y=

نازك غير متصل   رد مع اقتباس