نكتب لأنَّنا نحزن على أنفسنا من الضّياع , لأنَّنا يوم كُنّا وسعة ضيَّقت علينا الأرض برحباء مجدها , كأنَّها تقول لا تركن يا عدوّ نفسك إلى إنتهائي , إنّي في سجنك أمارس عليك حرّية الرّوح , كأنّنا الحبر يصرخ ويعتدي على الورق برجاء مفرط , تكونك في الحياكة كلّ الأشياء , تحابي جدرانك المنسيَّة في إراقة الشّموع , وتتشكّل مع كلّ نفس ٍ محترق غزته إضطرابات الاسئلة الخانعة للفراغ , نكتب لأنَّ الحب يأتي هَرِما ً من شدَّة الشَّوق , يعزّي نفسه عند إلتقاء الأرواح خلسة , يمارس الهوس بطريقة فلكيَّة , وتمارسه بشدَّة الإحتياج , فكم من أطفال نكونهم حين تزداد وحشة الطّريق وتغيب عنّا الطّرقات , في الحبر هناك صوت يشرحك , يقتات من صمتك أحلى الدّموع , يبادرك إعمال عقلك حين ينفرد وجهك في المدى , ويكون عليك الحكم والميقات , حين نكتب تعجّ الإحتمالات بالمفارقة وتبحث عنك تراتيب فواصل تبلّغك نقطة الارتياح , أنت تتنفسُ هُنا لأنَّك مثقل الحياة , وكتفيك مشدودة , أحلامك غائرة , حزنك فريد , أنت تتنفّس لانَّك يوم ابتعت لنفسك قرطاسا ً لم تسجّل في خانة الغلاف عنوانا ً يُقيلك من عثرة الصمت المهيب !