منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أعظم النعم
الموضوع: أعظم النعم
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-10-2018, 10:14 AM   #1
سلطان الركيبات
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية سلطان الركيبات

 







 

 مواضيع العضو
 
0 النوارة
0 سُلافة
0 معجزة
0 لن أنظر خلفي

معدل تقييم المستوى: 7770

سلطان الركيبات لديها سمعة وراء السمعةسلطان الركيبات لديها سمعة وراء السمعةسلطان الركيبات لديها سمعة وراء السمعةسلطان الركيبات لديها سمعة وراء السمعةسلطان الركيبات لديها سمعة وراء السمعةسلطان الركيبات لديها سمعة وراء السمعةسلطان الركيبات لديها سمعة وراء السمعةسلطان الركيبات لديها سمعة وراء السمعةسلطان الركيبات لديها سمعة وراء السمعةسلطان الركيبات لديها سمعة وراء السمعةسلطان الركيبات لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي أعظم النعم


أسوة بالبوصيري ومن سار على نهج بردته من قبل
أحاول رفعها لمقامه الرفيع
وأعرف أنها لن تصل لرفيع مكانته
وسمو حضرته، وعلو منزلته
فصلى الله على الرحمة المهداة للعالمين
والحريص على المؤمنين
وخاتم الأنبياء والمرسلين.


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


إنْ تُطفئِ الريحُ يوماً جذوةَ الحُلُمِ
تكتظَّ كلُّ مَسَامِ الرُّوحِ بالألَمِ

حبلي قصيرٌ وعالٍ سورُ منزلِها
هلَّا عَنِ القاعِ معراجٌ إلى الِقمَمِ

تأويلُ ما يسكنُ الإدراكَ مِنْ هَوَسٍ
كمنْ يحاولُ إيجاداً مِنَ العَدَمِ

أحتاجُ ظلاً مِنَ التَّوفيقِ أتبعُهُ
لينزوي وهجُ شوقٍ يستحلُّ دَمي

فالحبُّ امطرَ رملَ النَّفسِ دندنةً
لا قيدَ أنملةٍ يخلو مِنَ النَّغَمِ

والرُّوحُ مِنْ زمزمِ الآمالِ مترعةٌ
والقلبُ مِنْ سَكَراتِ الصَّبرِ لمْ يَنَمِ

فالاشتياقُ لها يقتاتُ عافيتي
والالتقاءُ بها ما أنفكَّ عَنْ حُلُمي

ومنذُ مهبطِ عينيها على مُقَلي
الفألُ أخرجَ منِّي جِنَّةَ الشِّؤمِ

وصرتُ أكبرَ آياتِ الهوى شَغَفاً
وأوَّلَ اللَّامسينَ النَّجمَ في شَمَمي
....
حتَّى متى! هكذا نبقى؟ تسائلني
بالأمنياتِ نُواري سَوءةَ الوَهَمِ

يدٌ وراءَ يدٍ تَمتدُّ نحوَ يدي
اكشفْ غِطاءَ غَدي المجهولِ واقتَحِمِ

فالانتظارُ يهشُّ الصَّبرَ مِنْ كَبَدي
كما تهشُّ عصا الراعي على الغَنمِ
....
ريَّانةُ الشِّعرِ دونَ العُذلِ معذرتي
إنِّي فقيرٌ.. بهذا السِّرِّ لاتَ فمي

والفقرُ يلقَفُ ما تهواهُ جارحةٌ
فلا تلومي فقيراً حانثَ القَسَمِ

أرادَ جندلةَ الأسبابِ دونَ يَدٍ
فعادَ منطفئَ الأركانِ والِهمَمِ

دَعيهِ يُطعمُ للنَّسيانِ حِقبتَهُ
فالسِّجنُ سِجنٌ بجرمٍ أو بلا تُهَمِ

دلاءَ ديدنِهِ بالحَمْدِ يملؤها
فلا تخافي عليهِ مِنْ لظى الضَّرَمِ

نفحُ الرِّضا بالقضا يَجتثُّ غُمَّتَهُ
فنادراً ترتأيهِ نفثةُ السَّأمِ

إذا يُعكِّرُ ذنبٌ ماءَ فِطرتِهُ
تُكوى سَريرتَهُ في جمرةِ النَّدَمِ

ويَملأُ اللَّيلَ حُزناً ديكُ عَبرَتِهِ
وقِدْرُ حُرقتِهِ يغلي مِنَ الحُمَمِ

يا ربُّ هَبْني مِنَ التَّـثبيتِ مَكرُمةً
أكسو بِها صفحتي الحُبلى مِنَ اللَّمَمِ

هباءةٌ أنا للعلياءِ لاهثةٌ
فَمُدَّ لي يَدَكَ السَّحَّاءَ بالكَرَمِ

واسكبْ إذا عَطَّرَ المعصومُ ذاكرتي
مِدادَ نُورٍ يَمُدُّ الرَّوحَ في قلمي

هذا "مُحمدُ" اسمٌ حينَ أذكُرُهُ
أنسى تَذَكُّرَ جيرانٍ بذي سَلَمِ

تزدادُ هرولةً مثلُ المَها رئتي
وتستوي فوقَ عرشِ المنتهى قَدَمي

وترتوي خَلَجاتُ النَّفسِ زقزقةً
ويحتسي مِنْ حَساءِ الانبهارِ فَمي

فيهِ الجوامعُ مِنْ خَلقٍ ومِنْ خُلِقٍ
فـ بالتَّضمُّنِ قدْ دلت على العَلَمِ

ما مثلهُ أنجبَ التَّاريخُ مَدْرَسَةً
تزهو قريشٌ بهذا الفضلِ والرَّحِمِ

طهرٌ أتى يغسلُ الأذهانَ مِنْ دَرَنٍ
ويسكبُ الرُّوحَ بالموتى مِنَ النَّسَمِ

نورٌ كَسا جُبَّةَ الجُهَّالِ معرفةً
وأخرجَ العُميَ من دوّامةِ الغَسَمِ

مِسكٌ إذا مَسَّهُ نَقعٌ غدا عَبَقاً
يا سعدَ يثربَ والأحجارِ بالحَرَمِ

تأبَّطَ النَّاسُ خيراً مُنذُ مَولدِهِ
والدَّهرُ عَنْ عينهِ أجلى قَذى القِدَمِ

وصارتِ الأرضُ تعلو الأُفْقَ سامقةً
وتُمطرُ الشَّهدَ للأفلاكِ كُلِهِمِ

أليسَ أجملُ مخلوقٍ يُزيِّنُها
واللهُ ميَّزها في أعظمِ النِّعَمِ

وربُّ مكةَ لا تُحصى شمائلُهُ
ولو جَمعتَ فِخامَ القومِ بالكَلِمِ

فِداهُ ما حَوَتِ الدُّنيا بزخرفِها
وجُملةِ الخَلقِ مِنْ عُرْبٍ ومِنْ عَجَمِ

سبيلَ أسوتِهِ الأعرابُ لو سَلَكوا
ما أصبحوا شِيَعاً من أرذلِ الأُمَمِ

ولا وجدتَ فقيراً باعَ ذمَّتَهُ
ليطعمَ الجوعَ أضغاثاً من اللُّقَمِ

ولا لَمحتَ سفيهاً ضلَّ وجهَتَهُ
إبليسُ بهرَجَهُ العلَّامةَ الفَهِمِ

ولا رأيتَ سوادَ القومِ ماشيةً
مِنْ دونِ بوصلةِ القرآنِ في الظُّلَمِ

يا ربُّ أرجعْ إلى الإسلامِ أمَّتَهُ
كي ينشرَ المسلمونَ الدِّينَ بالقِيَمِ

وارزقْ عُبيدكَ عندَ الفجرِ رؤيَتَهُ
متى أراهُ فهذا منتهى حُلُمي

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

سلطان الركيبات غير متصل   رد مع اقتباس