منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - مأوى الأحلام.
الموضوع: مأوى الأحلام.
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-01-2022, 09:05 AM   #16
آية الرفاعي
( كاتبة )

الصورة الرمزية آية الرفاعي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 13238

آية الرفاعي لديها سمعة وراء السمعةآية الرفاعي لديها سمعة وراء السمعةآية الرفاعي لديها سمعة وراء السمعةآية الرفاعي لديها سمعة وراء السمعةآية الرفاعي لديها سمعة وراء السمعةآية الرفاعي لديها سمعة وراء السمعةآية الرفاعي لديها سمعة وراء السمعةآية الرفاعي لديها سمعة وراء السمعةآية الرفاعي لديها سمعة وراء السمعةآية الرفاعي لديها سمعة وراء السمعةآية الرفاعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


أنتَ:

مُمسِكاً بِيَمينِكَ يدَ الحُزنِ الهَرِمِ ، و بِشمالِكَ تَغرِسُ فَأسَ الصَمتِ في جثّةِ الغروبِ , فَتشطِرُها نِصفَينْ!..
غارِقاً بِدَمِ السَماءِ ، ولَعناتِ الطيورِ ، وخَيباتِ الليلِ الآتِ ، وهائِماً على وَجهِكَ في مُدُنِ الملحِ والقهر..
مُحاطاً بالآلافِ ، ووحيداً للغايةِ..
تجلِسُ مُنهكاً على مقعدٍ محشوّ بِحكايا المارّة ، وأحماضِهم النوويّةِ، و الحزنُ يُفلِتُ مِنْ يَدِكَ يُفتِّشُ عن قرينٍ لِيتناسَل!.
.
.
.
تَلتَقِطُ -بينَ إصبَعين- هوّيَتكَ المُحترقة!..
أربعونَ شتاءً أو يزيدُ ، عُمرُ روحِكَ ..
آتٍ مِنْ وطنٍ سَقطً عنِ الخارِطةِ و ارتطمَ بِمِقصلةِ التاريخِ ، فقصَمَتهً ألفَ شَظِيّة!.
تسكُنُ خانَ الوجودِ، و حاناتِ السهرِ ، وأوجُهَ النّاسِ الزُجاجيّة!..
تنحَدِرُ مِن عائِلةٍ حاصرَها الموت مِنْ كُلّ جيلٍ ..
عيناكَ غيمَتانِ ، تَسكُنُهما شياطينٌ ومَلائِكة ، و قلبُكَ نصفهُ حجرٌ, ونِصفُه شمعٌ, وكلّهُ نابِض!..
و صوتُكَ انحناءُ جَبَلٍ في صعودِهِ إلى القمّةِ ،و تجاعيدُكَ أنيقةٌ ..
و لِضحكتكَ يَفرِدُ القَدَرُ جناحيهِ على أرضٍ خصبةٍ، يضرِبْهُما بالطينِ ، فَتنبَعِثُ أجنّةُ الأملِ و يَرقاتُ البقاء!..
بِدَمعِكَ تَعجِنُ قَمحَ الأسئِلةِ ، وتلتَهمُ الإجاباتِ المالِحة من موائِدِ المَلامِح!..
لستَ صُعلوكاً حقيقيّاً، لكنّكَ لا تميلُ إلى كَونِك ميسورَ النَفس!..
*ثروَتُكَ ، ضميرٌ واحدٌ مُنفصلٌ : أنتْ..
تُخَبِئُهُ في قبوٍّ منفيٍّ على حُدودِ النِسيان!..
.
.
.
هويّتُكُ جمر ورماد, مُنتهيةُ الصلاحيّةِ (الآن) ، تتسَرّبُ منها كلُّ اللحظاتِ : الخالدةِ والفانية ..
وأنتَ بعدَ أنْ رَبّتَ على كتفِ حزْنِكَ الهرمِ ، و ثَنَيتَهُ عنْ إغواءِ التمَدُّدِ ، تُنفُضُ فَظاظَتَهُ عنْ جَبينِكَ،
ترشقُ المارّةِ بجاذِبيَتِّكَ الماكِرة, و ابتسامَتُكَ التي تميلُ إلى شرقِ الحياةِ ، تَنزِعُ عن وجهِ الشمسِ كَدَرَ الليلِ.
.
.
.
في طريقِ عَودَتِك- من اغتِرابِكَ- ، تَشتَري خريفاً مِنْ سوقِ الأمنياتِ الباهِظِ و تَتناوَلهُ على مَهلٍ ..
تَفتَحُ كَفَيْكَ ، فَتَتَطايَرُ فقاعاتُ الأمنياتِ ..
و تُلامِسُ -بِهالةِ الرّغبةِ التي تُحيطُكَ- جدائِلَ الشعرِ الذهبيّةِ، و الأماكنَ القديمة ، و ترانيمَ فناجينِ القهوةِ حينَ ترتطمُ بالخَشَبِ العتيقِ، و الزُقاقُ الذي ينفَتِحُ على نوافذ مكسوّةٌ بالوَردِ و قصصِ الحبّ الفتيّة!..
تحاوِرُ ظِلّاً خفيفاً بنظراتِكَ ، و تنتَقي -على سبيلِ الحَظِّ- قلباً لحبٍّ لا ينضَبْ..
و روحاً، اثنتانِ ،أو يزيد.. لأجلِ ما تبَقى من سِنين! ..
.
.
.
في هوامِش الزَمَنِ:
يزفُرُكَ الصَيفُ ، كآخرِ مُتسوّلٍ مِنْ جيبِ الحياة..
شعرُكَ مُشعّثٌّ وأقدامُكَ مهترِئةٌ، وعمودُ إنسانِيَّتِكَ مُنحَنٍ ..
تعبُرُ بوّاباتِ الخريفِ خِلسةً، حيثُ اصفِرارُ الروحِ يَفتِنُ اخضرارَ الوَهْمِ..
تُؤازِرُكَ في ضياعِكَ غيمةٌ جريئةٌ ، تأخُذُكَ إلى رُكنٍ بارِدٍ ، تُشبِعُكَ مطراً يَغسِلُكَ مِنْ ذَنبِ الوجودِ، و فلسَفَةِ الأيَّامِ، و اضطرابِ المَسير!..
أنتَ -دوماً- مدينٌ للخريفِ بِهَطلٍ وبضعِ ليالٍ قضيتَها في أوجِ السعادة!.
.
.
.
أنتَ (قد) تُزهِقُ روحَ النَّصِ بسُخرِيَتِكَ الماجِنَةِ ، فَتصيرُ: ضميراً مستَتِراً!.

 

التوقيع

لا أكتُبُ لِأفتَحَ لأحَدِكُم باباً،بَلْ لِأُضاعِفَ مِنْ حَولِكُم الأبواب!*

آية الرفاعي غير متصل   رد مع اقتباس