[ نحنُ لا نقرّرُ عادةً متى نريدُ أن نحبّ أو من نحبّ , هكذا هو الحب يأتي مباغتاً كالموت , كلحظةِ انشقاقِ السّماءِ عن برقٍ يخطفُ القلبَ و يُغلقُ عنهُ البَصرَ فلا يعقل إلّا نبضهُ المتكاثر .
ربّما لهذا السّبب وجدتُني أتوارى خلفَ ابتسامتي الكاذبة لأخفي برقَ نبضهِ في عينيّ , و ربّما لنفسِ السّبب استسلمتُ لصوتِهِ و تخليّتُ عن حصوني الوهميّة .
هكذا جاء , كلحظةِ ما قبلِ اليقظة , كلحظةِ ما بعدَ الموت و أنا المتشبّثةُ بأوردته أراني أشبههُ , أتصيّرُ إليهِ , عينايَ تستعيرانِ المساءَ لتُشبه عينيه , و يدي تعانقُ معصمي لتُشبهَ كفّه , و صوتي يتضاءل ليُصبحَ همسه !
فجأةً لم أعد أنا , أصبحتُ هو , و لكن على هيئةِ غيمةٍ متشكّلةٍ من بياضه , لا تحملُ سوى مطره , و لا تعرفُ عن إعصارهِ إلّا قوسَ قزحِ ما بعدِ الصّباح .
الآن أقول , إنّ تعلّقي بهِ كان نتيجةَ تمرّدي عليّ , على الأنوثةِ المزروعةِ بداخلي المختفيةِ خلفَ قناعِ التّماسكِ الكاذب , لذا كنتُ انا ضحيّتي , لا ضحيّة الحبِّ و هو ... ]
و لم تكمل , لكنّ عيناها فعلت !