[ من السّهلِ أن تعتقدي أنّهُ من الصّعبِ أن يتملّكنا أحدَهم حدَّ الانغماسِ في جميعِ تفاصيلنا , و لكنَّ الحبَّ وحدهُ قادرٌ على ذلك .
قد لا يُخطئُ حينَ ينتقي أحدَنا ليكونَ ملجأَ الآخرِ و منفذَهُ الوحيدُ على الوطنِ و منفاهُ و أبويهِ و صدرهُ و راحتيه , بينما يكونُ الآخرُ كلَّ الأشياءِ الأخرى في الكون , بجمالها و قسوتها .
قد لا يُخطئُ الحبُّ إذ يفعلُ ذلك , و لكنّنا من نُخطئ , إذ يتخلّى أحدُنا فجأةً عن ذاتِهِ في لحظةِ ايثارٍ مجنونة تدفعُ تهمةَ الأنانيّةِ عن الحبّ !
مرضي : أنّي آمنتُ بي حدَّ الإلحاد , فصبأتُ عن راحتي و مارستُ شعائرَ حبّهِ كما كنتُ أتخيّلها في كتبِ الاطفالِ و حكايا الأميرِين الّلذين شربا من نهرِ السّعادةِ و عاشا في وئام .
كنتُ وحدي من شربَ من نهرِ الجنون و بدأتُ اتخيّلُ أنَّ العالمَ كلّهُ حولي يفكّرُ بذاتِهِ فقط و أنّي وحدي من أقدّمُ قرابينَ الحبِّ ليبقى في الأرض و لا يُغادرنا إلى السّماء .
و دونَ أن أشعر كبّلتُ نفسي بهِ , حتّى باتَ انفصالي عن ذاكرتي مُشابهاً لانقطاعِ الاوكسجين عن رئتي في ليالي الشّتاءِ القارس .
لا أحبّهُ ..
كاذبةٌ أنا !! ]
و هرولَتْ مسرعةً باتّجاهِ البابِ الّذي فتحَ فاهُ ليبتلعَ صوتَها و أسئلتي !