وفي تلك الأيّام كانت هنالك نقطة حدوديّة صغيرة لكنّها مشهورة في عالم الشعر وقتها وهي "أبرق الكبريت" بين السعوديّة والكويت كان الدخّان ممنوع في ذلك الوقت لكنّه كان يصل مهرّبا عبر ذلك المنفذ بالذات وجرت العديد من الأحداث وربّما كان السبب في تخليدها وجود موظّف وهو ابن ودمان وكان شاعرا وكان يقول القصائد في المهرّبين ويقوم المهرّبين بالردّ عليه وتنتشر بالمواقع الالكترونيّة بضع قصائد وكانت البداية لابن ودمان:
[poem="font="simplified arabic,5,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
ياهل الهافات* عنتر ناش* جاكم =وا عنا من صادفه بأرضن خليـّه
لعنبوكم هونوا جاكم عناكم =جاكم الموت الحمر ماهي زريـّه
هفوة ٍ زلـّت لكم وإكلوا خراكم =بيعوا الهافات بأقيام ٍ رديـّه
وإعلموا وإدروا ترانا في قفاكم =ومن يقاوي له جبل ما راح نيـّه
ياهل الهافات عابينا عباكم =الفروت جداد والعزبه قويـّه
ياهل الهافات خيـّبنا رجاكم =نحمد اللي قدرته ماهي خفيـّه
بيعوا الهافات ردوا في سراكم =خلـّوا السمره وطـّوال الحنيـّه
الدهر ذعذع لكم ثمن جفاكم =وإفهموا وإدروا ترى في الجحر حيـّه
خسرت الشركة وخيـّبنا ثناكم =وبعضكم بالقسط ما خلـّص وديـّه
ياهل الهافات حنا من وراكم =والسعد قدامنا في كل هيـّه
تحت حكم اللي عن المنكر نهاكم =عن طريق الدين تلقون المنيـّه
عندنا اللي يمرجن باقي شواكم =خمسه وستين ضد الجندليـّه
والذي هيـّض غرامي من خطاكم =هرجة ٍ من واح ٍ جتني خطيـّه
.[/poem]
فردّ عليه شاعر يقال له:فهد الكحيلي وقال:
[poem="font="simplified arabic,5,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
ياهل الأبرق تبـّين لي خطاكم =والخطا راعيه يقنع بالخطيـّه
يا عوينك وارد الستـّه لفاكم =وعنترك خربان والخمسه رديـّه
كم ونيت ٍ لا كمل حمله وطاكم =وقاعد ٍ بأرقابهن تثني الهديـّه
وإن لحقتم موتره عنده دواكم =أرنب ٍ حمرا عيون مجادعيـّه
من قديم وسلمها تاكل خصاكم =فعلها في جدكم لا رحم حيـّه
إن بغيت الصلح جاكم ما كفاكم =وإن بغيت الزود رد العلم ليـّه
.[/poem]
كانت المسألة شبه تحدّي بين سيّارات الحدود(عنتر ناش) وسيّارات المهرّبين(الهاف) وبعد أن قبضوا رجال الحدود بسيّارتهم على سيّارة مهرّب (هاف) قال ابن ودمان:
[poem="font="simplified arabic,5,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
يا سلاح الحد يوم الله عطاكم =لا تهابون الخطر والمخطريـّه
خلوا الرشاش مركوز ٍ حداكم =والمخازن وسطها النار الصليـّه
يالكحيلي وارد الخمسه خذاكم =وستـّتك مع حملته ما راح نيـّه
ربعنا صادوه عانه من وراكم =ما مشى ياكود ألف وخمسميـّه
والعناتر يالكحيلي في حراكم =والفروت الحمر وجنود السريـّه
يالكحيلي ما مشينا في رضاكم =إن زعلتوا أو رضيتوا بالسويـّه
ياهل الهافات ما خذتوا قضاكم =ما بكم قاصر ولكن معجزيـّه
والكحيلي في قصيده ما كفاكم =دوروا غيره ترى الدنيا هبيـّه
ياهل الهافات تالي منتهاكم =والله إنه عند سلك العسكريـّه
مثل ٍ ناس قد وطاهم ما وطاكم =فعلهم كنـّه عملكم بالسويـّه
أو نسفـّركم ونسلم من غثاكم =والحكومه دونكم والله غنيـّه
إن مشيتوا بالسنع محد ٍ شناكم =ما يجازى واحد ٍ ماله قضيـّه
وإن عصيتوا الأمر معروف ٍ جزاكم =بأمر شيخ ٍ ما يبى راعي الخطيـّه
والحكومه رتبـّتنا في نحاكم =نمنع المنكر عن أفراد الرعيـّه
.[/poem]
وبعيدا عن ماجرى بينهم وطال كان هنالك بيت يبيّن حال المهرّب وهو لصعفق بن عبيد
[poem="font="simplified arabic,5,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
أموات حنا عيال أموات =مضمون ما باقي الدوعي
.[/poem]
وهذا المجال كان قد فتح بابا للأشعار أو زاد من غزارتها وهو شعر السيّارات التي حلّت محل الرواحل والإبل وقضت تقريبا على "ياراكبٍ من فوق ..." وهنالك قصيدة لشاعر اسمه عايد السعدي الشمري عن التهريب قالها للتشبيه فقط ولم يكن مهرّبا ولو لاحظنا لوجدنا الجوانب التي يهتمّ بها المهرّب في قصائده تختلف عن الجوانب التي يهتمّ بها الغير المهرّب وان كتب عن التهريب فللكلّ همّه غير المهرّب سيذكر الخوف والموت والعقاب والمهرّب لن يذكر إلا الدروب وبعض الأحداث ووصف الطرقات كون الهاجس المخيف غير مرغوبٍ به:
[poem="font="simplified arabic,5,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
القلـب كنه بالسكاكـين يشعط =والروح مفجوجه كما فج الاصاح
ياتل قلبي تلـة الجـمـس مـع خـط =وياحن قلبي صـيحة السيـر لاصاح
مع نقرتن قدمـه تغاريـس واهـبط =شرار شكمانـه تقـل ضـوح قــداح
عليـه حملن بالشنـاكير يـربـط =ومهـربن حمله هـراويـن واسـلاح
خايف على عمره وحمله ومشتط =ان مسك راح الجمس واللي معه راح
ناظر وشاف الجمس مع ايسره نط =خفر السواحل عندهم شرطة كفـاح
قالوا توقف مار ماطـاع غبــط =زاح الونيت وروح الجمس وانــزاح
بثنين والثالث على الجمس يشحط =وان عد طبلونه عطا الجمس وارتاح
خفر السواحـل كلمـوا قدمـه نقـط =مراكزن صكة على قدم الاجناح
الـدرب قدمه يوم حيصـر تـورط =ماعاد يمديـها مع الـدرب مصفاح
صكوبهن مع كل صوب وتلخبـط =واطلق عليه النار مع كل الاشبـاح
مع بابه الايسر ضرب عرض واغبط =صوب وطاح وطاح عن همـته طاح
كلبش وحـط القيد فـي رجلهـا حـط =ودوه للتحـقيق واسلوب الايـضاح
عقب العصا والسجن والفرش والبط =دانـوه بالتـرويـج وافساد الارواح
وحكم عليه اعدام بالسيف الاسلط =وصـدر قرار الحكم في بيض الالـواح
تقسيـم ميـم ودال بالامـر يـضبـط =فـي ساحة الـمـذبـح تـولاه ذبـاح
قدمه شـرط وواقفـن قبله شـرط =وجه نـواح ومثلهـا وجـدي نـواح
عليك ياوجدي يابو عنقن انـوط =اول صــبــرة وكمـل الصبـر وانبـاح
لو ان مخلوق علـى الصبر يـغبـط= لكان صـبري جاب لي كــل الاربـاح
نصيت من قرنه على المتن يمشـط =نـكسـت لاشـفـتـه ولا ضالـمي لاح
ارضه بياح ويكشف الجمـس لاقـط =والارض تفـضح واكـثر الناس فضاح
ولاعندهـم منهـو بوضعي توسـط =ومضـرين نفسه علـى كسب الامـداح
ضاقت بي الكورة كما خرق مخيط =واضوق من السبحه على سلك مسباح
ماذوق حلو النـوم والجفـن مـاغـط =سهـران والله مـاتهـنيـت بامراح
عدي عضيض السو من ناب الارقـط =لاكض بانيابن تـقـل مضـرب رمـاح
اول سبحت مع الهوى شط مع شط =والـيـوم غرقني عـقـب مـان سباح
.[/poem]
طبعا من تهريب الدخّان إلى تهريب ماهو أشنع وهذا ماجعل ذلك الجانب من الشعر يفقد شيئا من مكانته في جلسات الشعر كون التهريب أصبح جريمة وعقابها القتل وغير مرغوب اجتماعيّا فكان من الطبيعيّ أن تكون أشعارهم غير مرغوبة بنفس القدر إلا قليلا,على كلّن قد نستطيع معرفة هويّة الشاعر من خلال "همّ القصيد" كما نلاحظ أنّ المهرّب لايذكر الإمساك والقبض والفشل بعكس غيره
*الهافات وعنتر ناش: نوع من السيّارات