الشاعرة المتألقة / أروى التميمي
بداية ً الشعر هو سماعي وليس بعملية رياضية بحتة. فالأذن الشاعرية هي محرك الابداع. وكما قيل أن أسوأ الشعر هو شعر النظامين، وهم النقاد وكل متبحر في علم العروض.
أما المعرفة بعلم العروض للشاعر المبدع صاحب القريحة الشعرية فلا بأس بها، لأنها ضرورة من ضرورات الشعر العربي الفصيح. والمعرفة هنا بحدود الفائدة المرجوة للتثبت من ملائمة القصيدة ككل لميزانها. لذا نحن نعلم أن الأذن هي من يتسيغ ويتقبل الأبيات الشعرية ولا تحس أنها قد حصل فيها بعض التزحيف لأنها موزونة ومستقيمة.
يمتاز الشعر العربي بخصائص كثيرة منها الزحافات والعلل (كما سبق الاشارة عنها)، وهذه من وجهة نظري وبعملية تشبيهية كأن يكون لديك طريق يتجاوز المائة كيلاً وتسير عليه السيارة وهذا الطريق مشيد بطريقة هندسية تجعله بخط مستقيم تام الاستقامة (وهذا شبه مستحيل من ناحية طبيعة الأرض) فلو سار السائق بهذا الطريق لأصبح عرضة أن للسهو ومغالبة النوم لذا يلزم أن يكون بالطريق بعض من الانحرافات والمنحدرات والمرتفعات البسيطة جدا لكي يظل السائق يقظاً.
اعود للسؤال وهو متى أعتبر الفتحة والكسرة والضمة من الوزن؟
فعولُ و فعولن: هذه من زحافات البحر المتقارب. فبالإمكان أن تكون تامة فعولنْ وهنا تنتهي بالحرف الساكن أو أن يحذف الحرف الأخير الساكن (النون) وتصبح فعولُ تنتهي باللام المتحركة. ويطابقه قولك (تسيرُ) كلمة موزونة على وزن فعولُ //./
ولو قلتِ بدلاً عنها (وسارت) لم يختل الوزن وبقي الشطر موزوناً وتقطع كما يلي: وسارت //./. فعولنْ
هنا القاعدة تقول: كل حرف متحرك مشكل إما بالفتحة أو الكسرة أو الضمة فيرمز له بالحركة / الشرطة المائلة لا يهم عن ما هية الحركة نفسها. وكل حرف ساكن يرمز له بالدائرة . التي سبق الاشارة لها. ولكن هنا بعض ما يشذُّ عن القاعدة، فلنأخذ الأمثلة التالية:
اسماء الأشارة:
أنتَ (للمذكر) و أنتِ (للمؤنث) تقطعان عروضياً: /./
أنا تقطع //. وأحيان تشذ عن القاعدة وبحسب الوزن فتصبح // فقط بدون الحرف الأخير الألف الساكن وذلك لمرونتها مع ما يتناسب وموقعها من التفعيلة.
معهُ (معهو) : ///. أو معهُ ///
بذاتهِ (بذاتهي) : //.//. أو بذاتهِ (بدون الياء) //.// حسب التفعيلة وضرورة الوزن.