منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ومضة وإمضاءه !
الموضوع: ومضة وإمضاءه !
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2012, 02:09 AM   #4
ماجد عبدربه
( شاعر وكاتب )

افتراضي شوق الشتوي .. وصلٌ دافئ وفصلٌ بارد (بينهما برزخٌ لايبغيان )


.
.

مر الشتـاء ينثـر مـن البـرد جوعـه
وأنتِ لك اسنين ٍ تغني لي البرد
الثـلـج صمـتـه مـــا تـعــدى ضـلـوعـه
واقف على باب الجفاء ينتظر رد
نفس الطريـق اللـي ذهابـه رجوعـه
نـفـس الشـجـر ردد مواويـلـه الـجــرد
فـي لجـة أعمـاق الغيـاب وطلـوعـه
مــاتــت تـفـاصـيـلٍ محـاصـيـلـهـا ورد
في مهجـة الليـل الطويـل وشموعـه
أفـردلــك آهــــاتٍ لــــك بـسـلـتـي فــــرد
احـلامـنـا شـابــت ونـامــت جــزوعــه
وآمـالـنـا عـافــت تـــرى لـعـبــة الــنــرد
الـغـيــم يـثــنــي لـلـسـنـابـل خـضــوعــه
والـديـم يــروي للسـمـاء قـمــة الـســرد
مـر الشتـاء ينثـر مــن الـبـرد لـوعـه
وأنـتِ لـك اسنـيـن ٍ تدفيـنـي الـبـرد




شوق الشتوي .. وصلٌ دافئ وفصلٌ بارد ( بينهما برزخٌ لايبغيان ) .. هكذا هي أجواء إبراهيم الشتوي، بين برد الخريف ودفء الربيع، فالجفاء واللقاء نقيضان لا يجتمعان، والتحول من أحدهما إلى الآخر يولد شعورًا بأن كل منهما يجب ما قبله.
الهجر هنا ؛ طوفان جليدي يجتاح الدروب ليكتسح كل ما يقف في طريقه فيجرد الحياة من ملامحها، ويبعث الموت في كل أجزائها حتى يحيلها إلى أطلال خريفية مظلمة. حتى الحلم ليس له مكان في ظل هذه الظروف، فلم يعد وسيلة لاستنهاض الهمم، ولم تعد شموعه قادرة على إذابة جليد الفراق القاسي، وما بقي من ضوئها الخافت هرب من الشتاء القارس ليبحث عن ما يدثره .
حتى الغيم لم يعد رمزًا للعطاء، فقد تنكر للرعد ولم يعد يتجاذب أطراف الحديث مع سمائه، ورفض احتضان السنابل التي تعلق عليه الآمال الوردية، ولكن على العكس تماما .، فما إن يحدث اللقاء بعد الغياب حتى يعود ربيع العمر وتشرق شمس الحياة لتبعث الدفء والحيوية على سائر الوجود.
ما تضمنه هذاالنص من إحساس لا يثيره إلا شاعر عظيم مثل الشتوي فقد مزج المتناقضات في قالب شعري مختصر ورسمها بألوان متناسقة لتشكل فصولًا من المشاعر تمنح القارئ القدرة لاستنطاق تفاصيل الأحاسيس بدقة متناهية، وهي غاية لا يحسنها إلا إبراهيم.


.
.

 

التوقيع

الصمت سيّد ..
والقلم عبد الأوراق ...!


ماجد عبدربه غير متصل   رد مع اقتباس