أتاني اللحن بالطفلة و رحل ..
أرهقتني الرحلة و أنا أحمل طفلة الشمي في يدي ..
لم أعد أثق بالقمر بعد أن ضيعها ..
* * * *
كانت تعبرني الأغنيات و تمد الطفلة يدها إليها ، لألوانها الباهتة ،
غفلت عن طفلتي أحيانا ،
و أحيانا وبختها بقسوة ،
مسكينة تلك الطفلة ..
نام عنها القمر ،
و لم تشربها الشمس ،
و أخذتها أنا - بلا خبرة - في عهدتي ..!
أحببتها ، و لكني لم أعرف كيف أحب !
* * * *
في ذات ظهيرة ، تلوَّت أمامي من الجوع ..
قطفتُ لها بعض زهر و عشب ،
و قدمتُ لها عصيرا طازجا ..
شربته و غَفَت على ذراعي بتَعَب ؛
و انحدرت مني دمعة ؛ لا تزال إلي اليوم في وجنتها تندب ..!
* * * *
حلَّ المساء و أوقدنا النار ..
قتلتُ ثورا و قمتُ بِشَيِّه ،
لم تكن عزيزتي الرقيقة تأكل اللحم ؛ فغلفته بحب ليقنعها ..
و كانت كل مساء تسألني :
" ماما ، متى نصل إلى المنزل ؟! "
و أقول أنا : " قريبا يا حبيبتي ، قريبا "
لم أقل : " بإذن الله " ؛ فطال سفري ..
و في كل غفوة تغفوها كنت أدعو :
" يا رب لا تدعني أضيعها ،
يا رب احمها من كل شر ،
يا رب دعني أحبها حقا "
يتبع ..