منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الخيميائي - قراءة في باولو كويلو !
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-06-2008, 07:47 PM   #1
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

افتراضي الخيميائي - قراءة في باولو كويلو !


_في الحقيقة إن الحياة كريمة مع من يعيش أسطورته الشخصية *

قالها سانتياغو بعد ان وضع حجري أوريم وتوميم في صندوق الكنز الذي كان ينام فوقه ولا يدري , ثم رحل بحثاً عنه إلى أقاصي الأرض هناك حيث كان الموت أقرب إليه من رياح الصحراء !

هكذا تنتهي رواية الخيميائي التي أثبت فيها باولو كويلو مقدرته على الاقتراب من أكثر الأشياء التي تلامس مشاعر الانسان .. الحلم . كان هذا الوتر الذي عزف عليه منذ البداية ورغم أن ا لبداية لم تبتعد عن السرد الذي يجعل القارئ يُقبل على القراءة بنهم طمعا في ذلك الكنز الذي أخبر به الملك ملكي صادق ذاك الراعي الشاب ذو الحلم الصغير الذي لم يتعدَّ نعجاتٍ أكثر ولفت انتياه ابنة التاجر, إلا أن الحديث عن الأسطورة الشخصية الذي كان المحور الأساسي للرواية من الناحية النفسية كان يُجبر خيال القارئ على التحليق إلى ما وراء الحلم الشخصي , وربما التفكير في لحظات العجز التي يمرّ بها كل شخص في مرحلة من مراحل السير نحو الهدف !

إن قرار سانتياغو المفاجئ بالسفر إلى مصروتخليه عن عُشر قطيعه مقابل معلومات قد تساعده على ذلك جاء بداية للمرحلة التي أراد بها كويلو الوصول إلى المنطقة الأكثر اثارة في خيال القارئ ..

_ إذا وعدتَ بشيءٍ لا تملكهُ بعد , فإنّك ستفقد الّرغبة في الحصول عليه .*

هكذا بدأ كويلو بصُنع الحكمة التي امتلأت فيها سطور روايته وجعلها تُترجم على يد تاجر الزجياجيات مرة والانكليزي مرة أخرى و دليل الصحراء والخيميائي واللصوص والصحراء والريح والشمس , لينتهي أخيرا ذلك الشاب البسيط إلى فهم سرّ الكون المتلخص في الذات الالهية ..

إن كويلو إذ عالج هنا البطل الموجود في داخل كلٍّ انسان , ذلك الفارس القادر على مواجهة كلِّ شيء والاستغناء عن كلّ شيء في سبيل تحقيق ذاته فقد اقترب كثيراً من مشاكل هذا العصر الذي يجد فيه الانسان أن الأحلام صارت ضرباً من الخيال وأن تحقيقها يعتمد على مقوّمات مادية لا أكثر .. والعلامات أو الاشارات التي كانت تظهر لسانتاياغو كلّما ضَعف ايمانه بوصوله إلى هدفه , كانت مؤشراً كبيرا على تمكّن كويلو من الحبكة القصصية للرواية ,

وأخيراً فإن في الرواية وجوهٌ كثيرةٌ للحياة وجوانب أكثر من شخصية كويلو التي تضعك وجهاً لوجه مع مفكّر غربيّ اقترب من النفس البشرية حتى أدرك ذات الله !

جماليّة الرواية اقترابها من نفسيّة القارئ ناهيك عن الجولة التي تأخذها في اسبانية والصحراء المغربية حتى أهرامات مصر !

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس