المُتمسّكونَ بحبلِ اللهِ، العائشونَ عيشَ الآخرةِ هم فقطْ من يجدُ في العربيةِ سبيلَ الفوزِ، إذْ هيَ لغةُ القرآنِ، كلامِ الله، الذي هو كتابُ هدايةٍ بامتيازٍ. هؤلاءِ فقطْ منْ ينكّبونَ عليهَا تعلّمًا وتفهُّمًا وحفظًا ودرايةً ونقدًا وتمحيصًا وتذوقًا وتلذّذًا !!
إذْ يقدرونَها قدرها، ويضعونها موضعها اللائقَ بهَا. وكلّما كانَ الناهلُ منهَا ريّانَ من روافدهَا، كلمَا كانَ له القدحُ المُعلّى في فهمِ الشريعةِ الفهمَ الصحيحَ المُتجافي عن لحنِ النظرِ!
وإنّ العلوجَ لمَّا أدركُوا قوّةَ الدولةَ زمنَ المرينيّينَ في المغربِ الأقصى، هاجروا إليهِ يطلبونَ لقمةَ العيشِ ويجثونَ كارعينَ من علومِ المسلمينَ، تمَامًا كما يفعلُ أبناؤُنا اليوم في بلاد الغربِ، فكانَ أول ما يفعلونَهُ تعلمَ العربيةِ ومحاولةَ إتقانِها.
فكانتْ العربيةُ بابَ رزقٍ بالنسبةِ لهم !!
أرأيتمْ كيفَ كنّا وكيفَ كانتْ لغتنَا ؟!!