منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - قراءة: العرب، وجهة نظر يابانية لـِ نوبوأكي نوتوهارا
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-31-2016, 02:18 AM   #2
عائِشة محمد
( كاتبة )

الصورة الرمزية عائِشة محمد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 13

عائِشة محمد جوهرة في الخامعائِشة محمد جوهرة في الخامعائِشة محمد جوهرة في الخام

افتراضي





بالرغم من أن هذا الكتاب لم يكن يتحدث عن الشعب الياباني إطلاقًا سوى في بضع مرات كان يقوم فيها الكاتب بمقارنة ما مع الشعب، إلا أني وجدتُ جوابًا على سؤالٍ كان في خلدي في "الملحق" في هذا الكتاب، الذي يضم بعضًا من الأسئلة الموجه للكاتب وجوابهِ عليه، من قبل بعض المحاورين من جهاتٍ معينة.
ومن الأجوبة التي وجدتُ فيها جوابًا لسؤالٍ راودني، ألا وهو: "لِم الشعب الياباني أكثر من شعوب العالم يقرأ، وينظر للقراءة على أنها منهل لكل شيء على نحو مكثف؟" والذي وجدتُ جوابه في جواب الكاتب على السؤال الموجه إليه:
"أنت كاتب ومترجم وأستاذ في الجامعة اليابانية ولك تجارب وخبرة بميدان الصحافة والنشر. هل يمكن أن تحدد لنا بتركيز أهم اتجاهات القراء في المجتمع الياباني وموقع الأدب ضمن اهتمامات القراء؟
إن الإنسان الياباني لا يمتلك ديناً، ولهذا السبب يعتمد في تغذية روحه وفكره على قراءاته في الفلسفة والأدب وعلى باقي ألوان الإبداع. الإنسان عندنا يبحث لتحقيق ذاته عن قيم فكرية وروحية يريد أن يؤمن بها. ولذلك فهنالك دائمًا جمهور في أروقة المكتبات. واعتبارًا لهذا الوضع يبدو أن من الأهمية بمكان أن نترجم نماذج من الرواية العربية حتى نقدم هذا الإنتاج إلى جمهورنا الذي له اهتمام بالشؤون الإنسانية وما دمنا نختار روايات عربية جيدة فإننا سنحصل على جمهور ياباني كثير تمامًا مثلما تحقق ذلك بالنسبة لأدب أمريكا اللاتينية مترجماً إلى اليابانية وهناك إقبال دائم على استهلاك إبداعات مترجمة عن هذا الأدب.
".

إن هذا الكتاب لا يقتصر على وصف النقاط السلبية لدى المجتمعات العربية فقط، إنما الكاتب قد بدأ بذلك في كتابه جراء الصدمة التي وجدها من تصادم الثقافة العربية مع ثقافته اليابانية، والتي من خلالها لمس الكثير من الجوانب السلبية لدى الثقافة العربية؛ إنما هذا الكتاب يمر على الإيجابيات كما يمر على السلبيات أيضاً بذات القدر من غير تحيّز.
كما وإن هذا الكتاب يطرح فيه الكاتب أسبابًا توضح لِم اتخذ الشعب الياباني موقفًا من قضية ما، كما ومثلها في القضية الفلسطينية. كذلك، يطرح الكثير من وجهات النظر اليابانية التي شكلت عائقًا لهم في فهم الثقافة العربية. صحيح أن هذا الكتاب لم يكن يغطي جانبًا معينًا بشكل مكثفٍ ومدروس، إنَّما كان موجهاً للقارئ الذي يغيب عنه العديد من الأمور كي يفتح له بابًا ويزيل عنه الغمامة ليراها بوضوحٍ دون أن يمسك بيده يعبر به الطريق الذي يلي الباب. إنما كان غاية هذا الكتاب إنارة طرقٌ عمها الظلام كيّ يتدارك القارئ عن المغيب عنه طوال وقتٍ أمضاه بجانب تلك الطرق وقوفًا دون أن يتبنه لوجودها أيضًا. وما إن يقف الأمر على توصية مني؟ فإنّي أوصي كل قارئ عربيّ قراءة هذا الكتاب بموضوعية ومن غير تحيز لأي جانب كان.


ختامًا، لدي الكثير لأقتبس منه في هذا الكتاب والذي أختم فيه قراءتي له هذه. متمنية لكم قراءة ممتعة وفكرًا مستفيدًا مستنيرًا منه أيضاً:

ينبغي أن نُقِرّ بأن من لا يعرف القراءة والكتابة ليس بالضرورة جاهلاً.

من يعش خارج وعيه يعش خارج جسمه أيضا، عندئذ لا يستطيع أن يدرك معنى الحياة ولذلك لا يحصل على الحياة.

إذا انقرضت الثقافة الصحراوية البرية، فإن البشر كلها ستخسر وجهًا عظيمًا من وجوهها الثقافية.

جمال الصحراء في حركة الظل والضوء.

إذا استمر التقدم بنهمٍ لا يعرف الشبع، فربما قاد إلى كارثة شاملة.

الراحة التي تُشكل صفة أساسية لحياة المستقِرين، تؤدي إلى التراخي والكسل.

إن حل مشكلة ما أو تجاوز جريمة ما، لا يكون بإيجاد مشكلة جديدة، أو ارتكاب جريمة جديدة.

إنني أعتقد أن البشر جميعًا مسؤولون عن أي جريمة تحدث على كوكبنا.

في الوطن العربي، السلطة والشخص شيءٌ واحد لا يمكن الفصل بينهما.

في البلدان العربية فإن أجهزة الأمن تراقب الهواتف والأفراد والبيوت وحتى الهواء بلا إذنٍ ولا محكمة ولا قانون.

الأفكار الجاهزة تُخرب البحث وتخرب فهمنا للواقع.

عندما يُعامل الشعب على نحو سيء، فإن الشعور بالاختناق والتوتر يصبحان سمة عامة للمجتمع بكامله.



تمتْ.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


 

التوقيع



أنا تلك السيدة الطفلة،
تلك البلهاء التي تنطق بما لا تريد؛ تلك البلهاء الخرساء عما تريد.






تحاور معي: 7D50F6D8

عائِشة محمد غير متصل   رد مع اقتباس