منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - My Story with Knowledge.
الموضوع: My Story with Knowledge.
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-02-2008, 01:57 AM   #5
عيد المطرفي
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية عيد المطرفي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 19

عيد المطرفي غير متواجد حاليا

افتراضي


:
:

كان تعطشي للعلم ، ولهفي لدَرَك حقائق المعرفة ، وحرصي على اكتشاف المجهول مذ كنت صغيرا في المرحلة الإبتدائية ؛ مدفوعًا بالتساؤلات التي كانت تؤرقني وتأخذ جل وقتي ، دون أن أقف على إجابة مقنعة تطمئن لها نفسي ، ولم يكن نصيبي ممن أسائلهم إلا التضجر مني ، وزجري وأمري بالسكوت .
وأيقنت باكرًا أن القراءة المكثفة هي السبيل الذي أجد فيه إجابة هذه التساؤلات ؛ فأصبحت كلما ازدادت تساؤلاتي وشكوكي ؛ أقابلها بمزيد من الإمعان في القراءة ، وطرق أبواب المعرفة بنفسي دون أن أنتظر من لا يقابل تساؤلاتي إلا بالتندر والسخرية !
في وقت كان عقلي يضيق بكل ما أشاهده من ظواهر كونية وفيزيائية ، وينشد تفسيرًا لكل ما تقرر في الذهن من أمور ميتافيزيقية دون مساءلتها والإيمان بها بعد قناعة تامة .
وكنت أظن - مخطئا - أن زيادة القراءة تقلص مساحة هذه التساؤلات التي بدأت تتوارد بكثرة كلما ازددت تركيزًا في قراءتي ، لتتشكل قلقًا معرفيًا يدفعني لبحث كثير من المسائل ، وتأمل أسرار القضايا ، وإطالة الوقوف على عتباتها حتى وجدت له - القلق المعرفي - لذة أستعذبها بحد ذاتها .
وكان ذلك كافيًا - آنذاك - لتشكيل حصيلة تخولني المشاركة في الأنشطة والملتقيات العلمية المدرسية ، وأن أكون ممثل مدرستي المتوسطة في المسابقات الثقافية ، ورئيس ( إذاعتها المدرسية ) ؛ لأستشعر قيمة العلم في ذلك الوقت بسذاجة طفولية ، كنت بعدها في أواخر المرحلة الثانوية أكثر وعيًا بها .
درست هندسة الإلكترونيات بعد الثانوية ، ولم أمكث بها وقتًا يحول بيني وبين حب ( مادة النحو ) ، فتركتها لألتحق بقسم اللغة العربية العربية حبًا للنحو ، وشغفًا باللغة ، لأرى (ترتيبي الأول) في دفعتي منذ دخولي القسم حتى تخرجت منه بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى 4.87 .
وكنت أثناء هذه المرحلة مصدر إزعاج لأغلب الأساتذة الذين يضيقون بالسؤال ، ولم يعتادوا إلا التلقين بشكل ممل ! وغالبًا ما ينتهي هذاالإزعاج - الذي يجعل المحاضرة حوارًا بيني وبين أساتذتي- بطردي من قاعة الدرس أغلب الأحيان ! وإعفائي من الحضور أحيانًا أخرى .
وشاركت في بداية السنة الثالثة بندوة نظمها النشاط الثقافي بالكلية عن ( الالتزام الشعري والقيمة الفنية ) فأثارت سخط جميع الأساتذة والطلاب ؛ بدعوى أنها علمَنة للأدب نظرًا لمحافظتهم ، والتزامهم بايديولوجيا ضيقة لا تتيح للمخالف إبداء رأيه ، فضلا عن قبوله ومباركته .
وهم ينطلقون منطلقًا دينيًا في موقفهم الذي رددت عليهم وفق منهجه بالأدلة التي لا تدع لهم مجالًا لإنكاره ، ولم يثنِ على طرحي إلا أستاذي : محمد المحمود الكاتب المعروف بجريدة الرياض .
قرأت أثناء تلك الفترة لطلائع التنوير في العالم العربي أمثال : الأفغاني ، ومحمد عبده ، وطه حسين ، والطهطاوي ، والقصيمي وغيرهم .
كما قرأت المشاريع الثقافية الكبرى في العالم العربي والتي كانت تقرأ التراث قراءة مغايرة للقراءة السائدة ، بآليات قوية ، وطرح جريء ؛ ككتب محمد عابد الجابري ، ومحمد أركون ، وحسن حنفي ، ونصر حامد ابو زيد ، وعلي حرب ، ومحمد مفتاح ، وغيرهم من الكتاب الذين لا تزال أطروحاتهم مثار جدل في الأوساط الثقافية العربية . وأدركت فائدة النقد كقيمة تصحيحية ، ورؤية مستشرفة لمستقبل أفضل فقرأت كتب النقد العربية في التراث ، وكذلك النظريات النقدية الحديثة ، ومرتكزاتها الفلسفية واعتمادها الفكر اللغوي بشكل أساسي - من وجهة نظر شخصية - مذ ظهور دي سوسير في كتاب المحاضرات ، إلى تشومسكي وبنكر ، مع صعوبة القراءة نظرًا لسوء الترجمة ، فقرأتهم بعيني غيري إذ أني لا أجيد اللغة !
وقرأت كذلك هوسرل ورولان بارت ودريدا وباشلار وامبرتويكو وميشيل فوكو وإدوارد سعيد ودعاني ذلك لقراءة الفلاسفة ؛ كماكس فيبر ، ونيتشه ، وهايدغر ، وقراءة من سبقهم من الفلاسفة الأُول .
وأعجبتني فلسفة دريدا إلى حد ملك عقلي ، وأقنعتني بأن العلم لا يتوقف عند زمن معين .
ولأن كل هذه الأطروحات - وحسب فهمي - ترتكز على اللغة بشكل أساسي ، عقدت عزمي على ولوج هذا الميدان ( اللغويات) فهو علم خصب ومتحول ، وفيه مجال للإبداع وإثراء المعرفة الإنسانية بشئ مفيد يتسم بالجِدة ، وموافقة عصرنا عصر التطور العلمي الهائل ، والثورة المعرفية المضيئة ، التي جعلت أمريكا بحقٍ رائدة التقدم العلمي ، والانفتاح الثقافي الذي استفادت منه الإنسانية بشكل عام ، وأهل المعرفة وذوو الهمة بشكل خاص . لتمكنهم من التحصيل العلمي الذي يصوب فساد التصور ، ويحقق العدل والمساواة ، ويخلص الإنسان من إصر ظلام الجهل بنور العلم ، تقول دي ستايل : " لو عرفت كل شيء لعذرت كل فرد " فأدركت كم تمنحنا المعرفة من التسامح ، وقبول الآخر المخالف ! مهما كانت مخالفته لنا ، يقينًا مني بصواب رؤيته وفق ظروفه السيسولوجية .
سأبذل لتحقيق مأملي كل ما أملكه من جهد ، وأنذر وقتي لبلوغه ، وسأنحر طاقتي قربانًا للعلم والمعرفة .
(بتصرف) نظرا للبيئة الثقافية التي كتبت لها المقالة !

 

التوقيع

[POEM="font="Simplified Arabic,4,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]لو كان إبمانٌ كإيماني بها=لم يمشِ من فوق البسيطة كافر[/POEM]

o-kay@live.com

عيد المطرفي غير متصل   رد مع اقتباس