ألا يا نائم الليل كيف المنام يطيب
.الموت حق و لكن الفراق صعيب
تغربت عن وطني فطالت غربتي
فيا أسفي على الدنيا أموت غريب
أموت و لم يدري أهلي بموتتي لكن
.تصريف الزمان كان عجيب
ليس الغريب غريب الشام و اليمن
.بل الغريب غريب اللحد و الكفن
ليس اليتيم الذي مات والداه
.بل اليتيم يتيم العلم و الدين
أريد أن يكون حفار قبري والدي
.و شيال نعشي رفاقي لا يكون غريب
أريد أن تكون خياطة كفني شقيقتي
.تبكي علي عوض الدمع دماً سكيب
و جاءني الموت لا راداً صحيفته
و حام من حولي و روحي قد فارقت بدني
و جاءني المغسل في الحال شلحني
تلك الثياب و ما من ثم نومني...
و صار ينظر الي و ما كنت أستره
من العيوب و ما كان في زمني..
و صبوا علي الماء لا حاراً و لا بارداً
.و ان جسمي من قاصرات الموت يوجعني
و لبسوني ثياباً لا كمام لها .
.و لفوني من رأسي الى قدمي
و حملوني على الأكتاف أربعة
من الرجال و خلفي من يودعني.
و ساروا بي للقبر على مهل
لظلم القبر كيف يلحدني....
و دلوني في القبر على مهل
و أرسلوا واحداً منهم يسندني.
و فكوا من على راسي الكفن فأنظره
.فسال الدمع من عيناه فغرقني
أخي و أهلي و جيراني كلهم
بكوا علي بكاء ليس ينفعني
و ردوا علي التراب ثم انصرفوا
وكأن واحداً منهم لم يعرفني.
خذ القناعة و ارضى بها
و انظر لمن ملك الدنيا بأجمعها
هل فاز منها بغير القطن و الكفن
الموت حق ولكن الفراق صعيب