منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الحب يهذب السلوك
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-23-2013, 09:10 AM   #5
محمد السالم
( شاعر )

الصورة الرمزية محمد السالم

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 961

محمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


5

..

..



- محمد ؛ أريد رؤيتك !.
هكذا وبكل بساطة ؛ بكلمات قليلة ؛ لا مقدمة لها !
- محمد ؛ أريد رؤيتك !.
ما ذا يعني هذا ؟!. هزيمة !. جبل .
سيتحوّل جبل الجليد إلى بحيرة عذبة رقراقة ترتادها النوارس .
تتراقص على صفحتها النجوم ؛
يطل عليها القمر بوجهه الفضي الوقور جذلا متمائلا.
هل هي هزيمة المستحيل الكبرى ؟
هل المستحيل في الأصل ليس إلا مجرد اكذوبة نحملها على تبرير عجزنا .
كم هي الأشياء التي كان يظنها الناس مستحيلا وهاهي اليوم واقعا معاشا .
هل نحن من يصنع المستحيل وبالتالي يذلنا .
كم هي الأفكار الجميلة والخيالات المبدعة أضعناها في غيابة المستحيل .
والأشياء التي كان بالأمكان فعلها إلا أن وثن المستحيل جعل من أرواحنا مقابر لها .
تطايرت الكلمات التي قد رتبت منها حيزا كبيرا .
كي تكون وليمة سلكنا وحائط صده كالمعتاد.
كيف لا يكون ذاك؟! وما قد طُلبت مني.
كانت الأحلام ترهب جانبه !.
حتى تملكني اليأس .أو أني تعايشت معه على ما به من كمد.
في ثوان بكلمة منها يذوب ذلك الجليد الذي قد سارت جباله المتجمدة
في بحور آمالي. الملتحفة هي الأخرى بزمهرير القنوط.
بعد إن ارتويت بقطران الفشل.لأربع عجاف.
لم تنبت تربتها ما يشفع لها في حساب محاولاتي المضنية.
لكسر جدار الجهل الجاثم على صدر الخيبة.
يبدو أن الدهشة مع هذه الإنسانة ليس لها نهاية.
فمن بذرة حب تشكّلت من صبوة طيش. إلى خصف المستحيل في بيادر عصف ذرّته الريح .
وصولا لرؤية ما هي عليه من جمال لم تعبث به يد التصنّع.
رفعت الحجب التي كانت حائلا بيني وبين رؤية ذلك.
بعد غروب شمس ذلك اليوم. و" ومريم " تدلف من بوابة المقهى.
بعد أن ترجلت من " سيارة " تدل دلالة واضحة على مكانة من يركبها.
غالبا ما تكون الرهبة؛ سيّدة الحال في اللقاء الأول بين الناس.
إلا أن لقانا الأول لم يكن به من ذلك شيء
على الأقل من طرفها. ولكن ما هي عليه من جمال.
قد أصبح هو رهبتي الوحيدة. فالدهشة قد تكون عائقا
للبعض وسبيله إلى التلعثم. مثل ما أنا في هذا الموقف.
فقد كانت كلماتي غير مرتبة وكثيرا ما أعيد ما قد أسلفت.
ونحن نقتعد كرسيين متقابلين على طاولة من الزان.
نقش على وجهها ؛ بيد ماهرة.
مزهرية من العاج. فائضة بورود يحوم حولها
سرب من الفراشات الزاهيات .
حتى وأن الطاولة لم تكُ مرضية
لأنها مخصصة لأربعة كراسي دائرية
وأنا قد كنت أرنو لطاولة بكرسي واحد مستطيل أو على الأكثر بكرسيين.
يبدو أن صاحب المقهى مولعا باللوحات العالمية أو أنه قد جلبها لتمييز المقهى.
ففي الركن الأيمن كانت لوحة " الجيوكاندا " ماثلة في إطار من البورسلان الأخضر الداكن.
وعن يسار المدخل ؛ لوحة " سيدة جزيرة شارلت" في بابورها المجدف بين حشائش النهر
وفي نهاية الممر كانت لوحة " أزهار الريح " وفتاتها الماشية بأقدامها الحافية على الورود.
وفوق عارضة باب المدخل؛ اللوحة المؤثرة " للطفل الباكي "
الستائر المخملية الداكنة المنسدلة على النوافذ المستطيلة
تضفي على المكان برزخا من السكون.
إلا إن روحي قد كان لها برزخها الذي طالما حلمت به . حتى أني أستطعمه في حروف كلماتي.
وفي الأصوات الخافتة التي نسمع همسها من الطاولات المجاورة.
كانت ترمقني بنظرة خجولة وتصغي لكل ما أقول من كلمات مبعثرة.
كان حديثي متراوحا بين الهزل والجد معا.
إلا أني لم أشأ إن أسأل عن السبب الذي قد دفعها
للقبول بطلبي الذي طالت أيامه وتعاقبت لياليه.
كانت كلماتها قليلة ؛ لا تحكي إلا همسا.
تضاعفت دهشتي حين نطقت اسمي الكامل.
عندما قاطعتني ذات مرّة ويا قلها!. فعلمت أنها قد فعلتْ مثل ما فعلتُ.
وكدت أن أرد لها الصاع صاعين.
واخبرها أني أعرف اسمها الكامل. وأين تسكن وما مركز والدها
ولكن خشيت أن تتضايق لتصرفي. فلا يصح التناكف في مثل هذا.
فكل ما أود في تلك اللحظة هو استثمار الوقت للنظر في ذلك الجمال الغير مصنّع.
وتخيّل الحروف وهي تنساب رقراقة من بين شفتيها المكتنزتين.
وهي تلقي بالكلمات المغتضبة الهامسة. التي تجبرني أحيانا أن أطلب منها أن تعيدها
كانت كلماتها سريعة وغير مرتبة. وكلما زاد ارتباكها ازدادت جمالا.
وكأنها تستطلع من خلف كلماتها أشياء تظنها.
إلا أني كنت أقارن بين ما كنت أتخيل والواقع الماثل أمامي.
وجه طفولي يعلوه مسحة من حزن و غلالة من توتر.
قد أتفهم التوتر بما أنه اللقاء الأول الذي لم يكُ مرتقبا يوما
ولكن لا أفهم مسحة الحزن. فأنا على العكس من ذلك
كنت في نشوة غامرة من الفرح والدهشة معا.
كنت أرمي بجمل صغيرة. أستطلع من خلفها معرفة ما قد طرى من تطور.
على هذه المسيرة التي مرت سنينها متلاحقة دون أن نلتقي لو لمرة واحدة
وفجأة وبكلمة واحدة يتحقق ما قد عجزت عنه آلاف التوسلات والرجاءات.
أن الأمر مثيرا للدهشة والغرابة معا. فلذلك كان التفكير آلة دءوبة.
لمعرفة ماقد طرى على مناخ المستحيل . حتى سحبني من كل ذلك قولها :
- محمد لم تسألني. لماذا طلبت منك أن نلتقي ؟!.
صمتت متحفزة لسماع ردي على سؤالها. وهي تحدّ النظر إلى وجهي مباشرة.
- ليست الأسباب عندي بأهم من اللقاء. " قلت "
فلذلك أنا في نشوة؛ بتحقق حلم كنت أظنه قد مات.
حتى تسلقت خيوط شمسه. عناكب اليأس.وظلت جاثمة على صدره.
ولم ينزعها إلا هذه المفاجأة السارة. فلذلك لا يعني سبب اللقاء الشيء الكثير
بقدر ما أنا به من سرور غامر بتحقق حلم. قد فقدت به الأمل.
اطرقت برهة . وأردفت .
- سأحكي لك السبب حتى لو لم تسأل.
- يسعدني حتى لو لم أسألك.
راحت تروي ما أرادت توضيحه من سبب
وكأنها تعتذر عن جرم ارتكبته.
مازالت تنظر إلى منتصف الطاولة وكأنها تروي للفنجانين التي قد بردت.
حكاية الليلة التاسعة والعشرين على لسان " شهرزاد".
- رأيت ثلاث منامات تكررت في أسبوع واحد.
الأول لم أعطه أية أهمية. والثاني قد وسوس لي بهاجس غريب !.
ألا أني بعد رؤية الثالث أشغلني تلاحق هذه المنامات في وقت وجيز.
فعرضتهم على مفسر أحلام. فعبرهم بما زاد من حيرتي وخوفي.
قالت ذلك وهي مازالت مسلطة نظرها نحو الفنجانين.
وأنا استرق النظر إلى عقارب الساعة الماثلة أمامي على مدخل المقهى.
وتراءت لي كأنها في حلبة سباق !.
لم أعرف أن عقارب الساعة تمتلك كل تلك السرعة قبل ذلك.
- قال المفسّر:
- سيختفي من حياتك شخصا عزيزا عليكِ وهو ليس من عائلتك .
بيد أني لا أعرف ماذا سيحصل هل ستحل بينكما قطيعة . هل سيموت .
المنام لم يوضح النهاية . هنالك شيء لم يتضح ألا أن العلاقة سيصيبها مكروه .
وسكتت ثانية. ثم رفعت رأسها ونظرت إليّ.
وأنا حقيقة لا أعلم هل كنت مبتسما حين نظرت إليّ أو متجهما.
ثم أرخت رأسها مرّة أخرى وقالت :
هل سمعت ما قال المفسّر ؟ إلا أني لم أرد على سؤالها
ألا أن أومأت برأسي إن نعم .
أكملت حديثها.
يقول: ستفقدين شخصا تحبينه وهو ليس من عائلتك.
محمد : نزل قول المفسر على سمعي كصاعقة. أرهبتني
وتملكت فكري وأدخلتني في كوابيس مفزعة.
محمد؛ لا أعرف شخصا بمثل ما قال ذلك المفسر غيرك.
تمنيت الموت قبل أن يحدث شيء من ذلك المنام.
وتمنيت أني لم أتصل بذلك المفسّر.
راسلت مجلة تعنى بالمنامات وتفسيرها.
إلا أني لم أنتظر حتى يصدر العدد الجديد من المجلة.
فوجدتني أرفع سماعة الهاتف وأتصل بك.
خشيت أن يحدث مكروه قبل ارتواء عيني بالنظر إليك. أو إن ألتقي بك وجه لوجه.
محمد؛ أنا في حالة نفسية حادة.
ثم تحشرج صوتها وسكتت. وهي تحتضن حقيبتها .
التي تناولتها وقد كانت جاثمة على تكية الكرسي المجاور لها.
حقيقة أن يجد الإنسان نفسه أمام من يهتم به ويحبه حبا جارفا ويخشى عليه
حتى من كوابيس المنامات. فذاك شيء يدعو إلى الحبور والإحساس بالذات
حتى لو كان يحبه حبا كبيرا فأن الحب سيكون صغيرا أمام ذلك الإحساس.
خصوصا من مثل ( مريم ) الفتاة الجميلة ؛ في خُلقها وخَلقها ؛
العفيفة في نفسها ؛ الطاهرة في عرضها؛ والصادقة في حبها.
بالرغم إن المنام قد أفزعها تفسيره . إلا إنه قد سرّني. ربطها لتفسير المنام بي .
تظاهرتُ زاعما بالأهتمام بما قال المفسر. الذي لو التقيت به لقبّلت جبينه.
مددت يدي وتناولت فنجان القهوة الذي قد برد ورفعته ليدها.
والنشوة تطير بكل جوارحي.
وكدت أن أفتح باب النقاش في ما كنت أعدّ له
من أخبار عائلتي وما يتهامسون حوله.
إلا أني استأثرت بما لديها عن ما لدي.
الذي يحتاج لتحبير أوراقه ووضوح حروفه.
رفعتْ رأسها ببطء .
وكانت الأضواء القادمة من الشارع الخلفي تتراقص في عينيها.
أحاطت كفينا المرتعشتان بالفنجان وكلانا يحد النظر في عيني الآخر.
وكأنه يبحث عن كينونته في عيني صاحبه.
هي المرّة الأولى التي لمست فيها واقع حديث العيون.
وبالرغم من سروري بما حفل به هذا المنام
لصالحي إلا أني رحت أهوّن من الأمر.
– ما هي إلا أضغاث أحلام .
فلا يجرفنك تيار المنامات والمفسرين.
فلم تبنى الحياة على المنامات.
أخرجت زفرة كاد أن يلفح وجهيي نسيمها.
سحبت يدها من الفنجان وتركت يدي محيطة به.
قالت :
- محمد يجب عليّ أن أذهب. فصاحبتي تنتظرني في داخل السيارة.
وأنا منها محرجة . وأردفت :
قد أتأخر الليلة في الاتصال ولكن سأتصل.
رفعت بصري لرؤية الساعة الماثلة أمامنا على حائط المقهى.
فإذا بوقتنا قد انسلخ منه ثلاثة أرباع الساعة. وكأنها ثوان .
نهضنا معا. ولأننا قد اتخذنا لنا طاولة بعيدة عن المدخل.
فلا مناص من السير بين الكثير من الطاولات المكتظة بالرواد.
لا أعلم هل كانت حقيقة أو أنه شعور كاذب. لتلمسي عيون الآخرين
وهي تتفحصنا وتلاحقنا من بين الطاولات.
الإنسان حينما يفعل شيئا يخشى تبعاته أو أنه غير مصرح له به.
يكتنفه الإحساس بكل شيء من حوله. ويصبح إحساسه عينا ثالثة.
لمست لديها رغبة أن لا نخرج من الباب معا .
فحققتها بقصر خطواتي حتى صارت المسافة التي تفصل بيننا
تكفي لمرور شخصين. لم أخرج وظللت واقفا .
حتى توارت في المقعد الخلفي لسيارتها ولوّحت بكفها
وهي في داخل السيارة.وكذلك فعلت صاحبتها. التي لم تحدثني عنها يوما.
رحت من داخل المقهى أتابع السيارة الفارهة وهي تخرج من الشارع الفرعي
وتدخل الشارع العام المزدحم وتوارت بين السيارات.
لم احدد لي شعورا بما قد سمعت. فقد كنت منهوبا بثلاثة أرباع الساعة التي
مرّت سريعة .
لم ينزعني من هذا النهب إلا نادل المقهى وهو يقدم لي ورقة الحساب.
هي المرّة الأولى التي أحسست فيها بالسرور وأنا أدفع حسابا في مقهى.
خرجت وقد كان:
الليل هادئا ؛ والسماء صافية ؛ والنجوم في الجهة البعيدة عن الأضواء ؛ تتلألأ.
راحت بي الأفكار. هل أذهب إلى صخرة الشاطئ؟. أو أزور بعض الأصحاب.
وفيما الأفكار تمرجحني. نودي لصلاة العشاء.
فعزمت على التوجه إلى سيارتي
الرابضة في آخر الطابور الطويل .
لاحظت أن هنالك سيارة تمشي ببطء من خلف السيارات وسائقها يتبعني بالنظر.
فلم يكً لدي شك أن صاحب السيارة يترقب خروجي من المواقف كي يركن سيارته .
بيد إني سمعته يتكلم وهو يحد نظره نحوي
وأشر بيده عليّ. وفي هذه اللحظة قد اقتربتُ من سيارتي.
ما إن هممت بالنزول من الرصيف إلا وقد كانت سيارته بمحاذاة سيارتي.
اتضح لي ما قد كان يقول: فقد كان الرجل يلقي إليّ بكلمات نابئة؛ ويوجه لي الشتائم
المتلاحقة. ويتوعدني. إلا أني عرفت أن السبب في ذلك لقائي " بمريم " قبل قليل في المقهى.
ارتبكت . ففي مثل هذه المواقف يفقد الشجاع شجاعته.
لم أدر ماذا أن أقول. إلا أن الرجل .ترجل من سيارته وتقدم نحوي .
وهو مواصل شتائمه ووعيده.
لم يعد الوقت ممهلا لأي شيء .
فلم يعد يفصل بيننا إلا خطوات والرجل يحمل في يده عصا غليظة يلوّح بها.
ما زلت أحاول جاهدا تهديته إلا أن الرجل أهوى عليّ بعصاه وكادت أن تصطدم برأسي
إلا أني دفعتها بذراعي التي تأثرت بضربة العصا. وتلقفت العصا بيدي الأخرى إلا إن
قبضته على العصا كانت الأشد فلم أتمكن من نزعها من يده فبدأ العراك على العصا .
حتى سقطت من بين أيدينا فتشابكنا بالأيدي.
وبدأ كلانا يضرب الآخر. ويبدو أنه كان الأضعف فتغلبت عليه.
وهو ما زال مواصلا اللكم والشتم. إلا إن لكماته تقل وتبرد.
أحسست أني قد سيطرت عليه بالفعل. كل هذا حدث في ثوان.
أسمع ضجيج الناس من حولنا
ولكن لا أميز شيئا. حيث قد طرح كلانا الآخر أرضا. وقد كف عن الشتائم
وبدأ زفيره يعلو ويعلو. وكل ما حاولت أن أخلص نفسي من بين يديه وهو تحتي تشبث بي.
فصرت تارة أبرم الثوب على حلقه وتارة ألكمة. فصار يلكم خاصرتي بركبته.
ولكن تلك المحاولة منه لم توهنني . وفيما نحن فيه والناس تصيح من حولنا.
فإذا أنا بشيء حاد يخترق يدي الشمال من خلف أبطي فما كان مني ألا وأن دفعته بكل قوتي؛
وقفزت واقفا . وحرارة ما قد طعنت به تخترق كبدي.
فإذا أنا بشاب قائما خلفي سددت له لكمة مباشرة على صدغه الأيسر فأختل توازنه
وتهاوى على الأرض؛ ليرتطم رأسه بالرصيف. ويطلق صيحة شقت ستار الليل.
لم تكً اللكمة بتلك القوّة التي يمكن لها أن تطيح برجل بالغ.
ولكن هيأ له ذلك حذاءه؛ وحُصيات صغيرة. متناثرة على وجه الإسفلت.
تلمست مكان الطعنة في مؤخرة زندي والدم ينزف وحرارتها تعتصر كبدي
بلل الدم شقي الأيسر بالكامل ؛ وسال إلى قدمي. وأنفي ينزف على صدري .
والضجيج يعلو ويعلو من حولنا. لا أعرف بماذا طعنني ألا أن الطعنة ماكنة.
التفت لقريني الذي قد كنت أتعارك معه قبل قليل فلم يكً في مكانه !.
نظرت نحو هذا الذي قد تهاوى . فإذا هو متمددا على الرصيف؛ ساكن الحراك .
والدم يسيل من شدقه وأذنه على الإسفلت.
الناس متجمعة حوله وتحوقل. تقدم. إليّ رجل وحاول أن يمسك بيدي اليمنى.
إلا أني دفعته بقوّة فتراجع وصاح الناس. الشرطة؛ الشرطة.
تراجعت للخلف وأنا ممسك بيدي المطعونة والدم يزداد نزفا؛
والألم يعتصرني . ركبت سيارتي ؛ وأدرت محركها بيد واحدة وخرجت من المواقف.
صاح أحدهم : لا تدعوه يفلت سجلوا رقم سيارته.
إلا أني غادرت المكان بسرعة دون تدخل من أحد .
اجتمع الألم والرهبة والخوف بين أضلاعي .
وأنا أقود سيارتي باقصى سرعة .
أتجاوز السيارات العابرة في الشارع من كافة النواحي المسموح ؛ والممنوع.
الآلام تتزايد والخوف والرهبة سيدا الحال.
وخيال الشاب المتمدد على الرصيف ودمائه السائلة من شدقه تشكل دوائر فيزيائية أمام عيني.
حرارة الدم النازف تتسلل من أبطي .على ضلوعي إلى خاصرتي .
لتشكل بالتالي بركة صغيرة في موطئ الأقدام عند دواسات السيارة .
والدم النازف من أنفي يجهز على البقية الباقية من صدرية ثوبي .
ما هي إلا دقائق تشكل كل هذا العبء كي أصل إلى منزلنا .



يتبع

 

التوقيع

حسابي في تويتر
http://twitter.com/#!/Alsalem15

محمد السالم غير متصل   رد مع اقتباس