منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [ فِي رِحَابِ المُصْطلح ] : -11-الشكلانية ..(( منابع لاتنضب ))
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-22-2009, 12:40 AM   #7
د.باسم القاسم
( شاعر وناقد )

الصورة الرمزية د.باسم القاسم

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 624

د.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


الفينومينو لوجيا (( الظاهراتية ))

ينتمي الجذر اللساني لهذا المصطلح إلى كلمة (( Phenomena )) وتعني الظاهرة
وبعد التعريب تم تعريف الكلمة العربية المرادفة لهذا المصطلح بـ (( الظاهراتية ))
المنشأ الفلسفي :
تعود خلفية هذا الاصطلاح الفلسفي إلى تيار مجدد نشأ في أواخر القرن التاسع عشر واستمر إلى أيامنا هذه ..
وقد تم تشييد مدرسة الظاهراتية على يد الفيلسوف الألماني
(( أدموند هوسيرل )) / 1859-1938/
وهو صاحب المقولة الفلسفية الشهيرة
(( إن معرفة العالم لا تتأتى بمحاولة تحليل الأشياء
كماهي خارج الذات وإنما تتم بتحليل الذات نفسها وهي تقوم بالتعرف على الأشياء))
حسناً هنا سنحاول تفكيك هذه النتيجة معاً :
الفيلولوجيا أيها السيدات والسادة ‏ليست‏ ‏منهجا‏ ‏استدلاليا‏‏كما‏ ‏أنها‏ ‏ليست‏ ‏منهجا‏ ‏استقرائيا‏‏أو‏ ‏تجريبيا‏, ‏فهي‏ ‏لا‏ ‏تسعى ‏إلى ‏تتبع الجزئيات‏ ‏للوصول‏ ‏منها‏ ‏إلى ‏أحكام‏ ‏كلية‏ ‏أو‏ ‏قوانين‏ ‏تحدد‏ ‏العلاقات‏, ‏هي‏ ‏لا‏ ‏تسعى ‏إلى ‏تفسير‏ ‏الأشياء‏ ‏أو‏ ‏اكتشاف علاقاتها‏ ‏السببيةبفرضيات واستدلالات مسبقة‏, ‏وإنما‏ ‏تسعى ‏إلى ‏الكشف‏ ‏عن‏ خصائص الوعي البشري في تعرفه على الأشياء إنها تحليل الوعي وقد استبطن الأشياء وكما هو معروف الوعي لايكون مستقلاً وإنما هو دائماً وعي بشيء ما ‏إن‏ ‏المنهج‏ ‏الفينومينولوجى ‏يتركز‏ ‏في‏الدراسة‏ ‏الوصفية‏ ‏للظواهر‏ ‏سعيا‏ ‏وراء‏ المعرفة المحايدة المتخلصة من جميع علائق المورثات والقوانين والبدهيات

‏إن‏ ‏الفينومينولوجيا‏ - ‏كما‏ ‏كتب‏ ‏هوسرل‏ -
"‏هي ‏وصف‏ ‏خالص‏ ‏لمجال‏ ‏محايد‏ ‏هو‏ ‏مجال‏ ‏الواقع‏ ‏المعاش‏ ‏أو

‏ ‏الخبرة‏ ‏من‏ ‏حيث‏ ‏هي ‏كذلك‏, ‏وللماهيات‏ ‏التي ‏تتمثل‏ ‏في ‏هذا‏ ‏المجال‏"
وعلى ذلك فإن الفينومينولوجيا
تحتفل وتعطي ‏وضعا‏ ‏متميزا‏ ‏للحدس‏ البشري‏فى ‏التقاط‏ ‏الظواهر‏ ومن هنا كان للأدب النصيب الأكبر في استثمار هذه المنهجية وخصوصاً أن الظاهراتية تدعو إلى ‏التخلص‏ ‏من‏ ‏أى ‏مفاهيم‏ ‏أو‏ ‏افتراضات‏ ‏أو‏ ‏أنساق‏ ‏نظرية‏ ‏مسبقة‏ ‏تحاول‏ ‏التفسير‏ ‏أو‏ ‏تبين‏ ‏العلاقات‏ ‏والأسباب وهذا مايقع في صلب الكتابة الأدبية
من حيث اسقلالية الذات الكاتبة وتفردها في وعيها للأشياء
(( هذا ماجعلنا نختار هذا المصطلح بالذات كبداية ..))
ولابد من الإشارة إلى أن الفينومينولوجيا لاتقصي الآخرين وتعتبر كل المناهج المغايرة موجودة وموازية لها في البحث الفكري
الفينومينولوجيا والنقد الأدبي :
وبلا منازع كان النقد الظاهراتي من البشائر الأولى لولادة النقد الجديد ..
وتم ذلك على يد مجموعة مهمة من المفكرين نذكر منهم :
(( ميرلوبونتي / غاستون باشلار / رومان انغاردن )) وقد أسهم نقاد آخرون بإضافة تطبيقات وأفكار نظرية على هذا الاتجاه النقدي ومنهم
(( جان روسيه /جون بولييه ..))

اعتبارات النقد الظاهراتي :
* يعتبر النقد الظاهراتي أن العمل الأدبي يقوم على أفعال قصدية تنشأ من ذات المؤلف وتجعل من الممكن للقارئ أن يعايش النص بوعيه كقارئ وهنا يقصد بالمعايشة التداخل بين القارئ والمؤلف ضمن التجربة القرائية
* العمل الأدبي هو عالم خيالي خارج العالم المعاش وهو يجسد وعي الكاتب وكما يقول ((بولييه )) : كل كلمة محملة في ذهن من كتبها ..
* يجب التعرف لدى الظاهراتيين على شكل الوعي المهيمن في الحقبة التاريخية لكتابة النص والإقرار والاعتراف بأنه لكل كاتب وعيه الفريد ..
وهنا نستطيع أن نمسك بتميز الفينومينولوجيا كيف ذلك ؟ ...
إن النقد الظاهراتي هو أول مذهب نقدي أعطى للقارئ دوراً مهماً في التجربة الأدبية على عكس النقد الكلاسيكي الذي كان لايحتفل سوى بالمؤلف ..
الفينومينولوجيا اعتبرت أن النص لايصدر كاملاً عن كاتبه والقارئ هو الذي سيأتي ليملأ الفراغات في النص وفق مشروع دلالي وجمالي قائم بين الكاتب والقارئ ..
وهذا هو الأساس لأشهر مدارس النقد الحديث (( جمالية التلقي ))
ولكن هناك ومن جهة أخرى تعارض وبنسبة كبيرة بين الظاهراتيين وأصحاب المدارس الحديثة وهي كثيرة والتي قالت بموت المؤلف عن النص وأن النص ليس بالضرورة يمثل وعيه وإنما هو يمثل مؤسسة اللغة ..
وهذا ماسنعرض له مع مصطلحات أخرى ..
السيدات والسادة :
لولا الفينومينولوجيا لما استطعنا أن ندافع عن النظرية الأدبية أمام المنهجية العلمية والتي تندد بالنظرية الأدبية كونها ناقصة لأن الأدب يعتمد النسبية والحدس والشعور ..
أتى الظاهراتيون ليعرفوا الأدب وبصوت مرتفع قائليين
((إن الأدب نمط فكري ذو سويات متعددة وأهم مايميزه أن الذات الواعية
تحاول أن توقع عقد شراكة مع الذوات الأخرى في تفسيرها وتعرفها على العالم ..
وذلك بتشكيل صلة حميمية بين الذات المرسلة والذات المتلقية ..
معتمدة على قواسم مشتركة بين الطرفين وقد تكون أحد هذه القواسم المشتركة اللسان الواحد أوالهم والألم المشترك أو الذرائعية المتبادلة ..
وعندما نعرف الأدب سنكون أمام نمط فكري إنساني يؤسس لشراكة كونية تجمع الذوات الواعية في سعيها للتعامل مع العالم والأشياء كظواهر ولكن قد لانستطيع القبض على ماهيته ..
السيدات والسادة :
الفينومينولوجيا مصطلح لايمكن اختزاله في أسطر ومتعلقاته كثيرة وخاصة في مجال علم النفس ..وربما لو بحثا على الشبكة العنكبوتية لوجدنا عدد لايحصى من الصفحات ..ولكنني هنا أحوال أن أركز على مجال النقد الأدبي حصراً ....

دمتم بخير ....
د.باسم القاسم
المراجع : أرشيف كتابات معاصرة
دليل الناقد الأدبي (( د.سعد البازعي /د.ميجان الرويلي ))
دراسات موت اللغة (( د.باسم القاسم ))

 

التوقيع

emar8200@gmail.com

د.باسم القاسم غير متصل   رد مع اقتباس