يقول الشاعر نايف عوض
اسولف بك على حالي وانا اللي
اكنك داخلي واحسبك..تسمع !
تعبت..وقمت ابتوضا..واصلي
وحسيتك بجنب القلب. تركع !
ومجدولك على الهدف امتدلي
والى مني خذيت انفاس يرجع!
مهيب المشكله لو انت ظلي
اجي بظلال..وافارقك واقنع!
ولكن لك سنه وشوي كلي
ابفهم وين عنك آروح واطلع!
غلاك يحد عيني لين ادلي
اقرب كم ثوبي ....قبل تدمع !
وقبل لاتطيح هالدمعه بملي
تلاقفها عيون الناس واجزع !
وارد احكيك لانفاسي وانا اللي
احسبك لاحكيت هناك..تسمع !!!
الجميل في هذه المقطوعة , أنها كتبت على طاروق الصخري وهو ما يعرف ببحر الوافر , وتفاعيله " مفاعلتن مفاعلتن فعولن " , وهذا البحر يميل لأجواء العتاب والشكوى والموقف العام من الحياة في الغالب , وكل متبع لهذا البحر يجد أنه يميل للنمط التقليدي , لكن الشاعر نايف عوض غيّر هذه النظرة النمطية لهذا البحر , على الأقل في رأيي كمتابع وكمهتم في هذا المجال , حيث كانت اللغة الشعرية لديه هنا ثائرة على هذا التقليدي الصخري " الوافري " وذلك في عدة جمل شعرية , استطاع بها الشاعر الخروج على هذه الرتابة , بهذا النفس الشعري المتوثب لغويًّا " أسولف بك – أكنك داخلي – وحسيتك بجنب القلب تركع – أقرب كم ثوبي – تلاقفها عيون الناس – أحكيك لأنفاسي " , أما على أساس المستوى الخارجي للأبيات , كان التقاط الشاعر لهذه المعاني بغاية الروعة .
نعم كانت وتيرة العاطفة منخفضة أمام جمال الصور الشعرية المتزاحمة في هذه القصيدة " أسولف بك على حالي – أكنك داخلي – وحسيتك بجنب القلب تركع – أحسك لا حكيت هناك تسمع " وغيرها من الصور الشعرية التي أضافت للمعنى في النص البعد الجمالي المنشود , على الرغم من كون النص نص عاطفي , غير أن اعتماد الشاعر على جمال المعنى من خلال الصور الشعرية , أضفى على هذا الإيقاع شبه الرتيب العذوبة التي انسابت بين ثنايا النص