- لماذا أنت هُنا ؟
السّؤالُ الأوّلُ الّذي وضعني أمامَ نفسي وحيدةً بلا وطن , لماذا أنا هُنا و اختَفت كلُّ الإجاباتِ التّائهةِ و المرواغةِ , لم يبقَ سوى اجابةٍ وحيدةٍ .. أنا !
بلا كسرةٍ تكسرُ ظهرَ كلَّ ما سيُقالُ بعدها و لا فتحةٍ تفتحُ كلَّ الأبوابِ , بدونِ تذكيرٍ أو تأنيث . لأنّك وحدك المعني , أنتَ فقط , سواءً لحقَ بكَ عارُ التّاءِ أم لم يفعل !
لم أشعر قبلاً بأنّ ياءَ المتكلّمِ لا تعاني الأنانيّة و أنَّ الإجابةَ بأنا وحدي , ليسَت نوعاً من التّنكّرِ لأحد . كانَ كلُّ شيءٍ دائماً يٌعاني الجمع و يرزحُ تحتَ أرقِ الانتماءِ للكلّ , لا شيءَ يخصُّكَ وحدكَ , حتّى أشياؤكَ الصّغيرة و أجزاءُ جسدك تخضعُ لمعاييرِ الجمعِ و تُقاسي الحرمانَ من الاختلاف .
أنا .. حتّى أقولَها أحتاجُ ان أخلَعَ كاتمَ الصّوتِ عن أفكاري , ثمَّ أطلقَها بلا خوفٍ من كونها عياراتٍ طائشة قد تُصيبُ أحدهم في مقتلٍ في قلبِ أنانيّته .
- جئتُ هُنا , لكي ...
لكي أتعلّمَ الكلام !