منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - خفافيشُ الوهنْ ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-2008, 11:13 PM   #1
علي الدليم
( كاتب وناقد )

افتراضي خفافيشُ الوهنْ ..





بِسْمِ الله الذي يُزيلُ الجهلَ مِنْ عُقُولِ المُدْرِكِين
وصلاةً وسلاماً وصفوةً وَ فِكْراً
على رسولِ ربِّ العالمين
عليهِ وعلى آله الطيبين وصحابتِهِ الأكْرمين
إلى يومِ الدِّين أجمعين ...
وبعد :


::: مَدْخَلٌ وَ توْطِئَة :::

قرأْتُ لبعْضِ الأقْلامِ في بعض الزَّوايا
وأنْدَهَشَ القلبُ وصَرَخَ تَعَجُّبَاً !!!!!
وَ عَجَبَاً لِمثلِ هذا الطَّرْح الذي يتأسْفُ القلبُ
على بعض الأقلامِ الفارغة لتنثُّرَ سياسةَ الظُّلْمَة

وآمنتُ بأنَّهم لايزالون يعتنقون ضبابية الفِكْر
ولا يعرفون من الشفافيةِ والمنطقِ والعَقْلانية والتثَبُّتْ
إلا ما يسدونَ به رمق شهواتِهم الدَّنِيئة
وحريٌّ بِكُلِّ ذو لُبٍّ تُناوِشُهُ أيديهم الفارِغة
حينما يزدَادُ بهم عمى البصيرةُ القلبية
حتى في جُزئِياتِ الأمور
أن يؤمِنَ بأنَّ بَتْرَ الشَّكَ باليقين
هو أمْرٌ ثابِتٌ في عقولِ العارِفين
فلا مجال لأن تُلْتَفَتِ الروحُ لمثل ذلك

****















إنَّ مِنْ الغَباء :
أنْ يُهْدي المرءُ جُلَّ حسناتهِ للأخرين
ويتصدقُ بها مِرَاراً ليكونَ مِنَ الهَالِكِين


وأولئِكَ القوم
يُمَارِسون إدِّعَاءٍ باطِلْ
ليس لهُ أصلٌ ولا دستور :
وإتِّهامٌ ليس في مكانه الصحيح
ومع الأسف الشديد
أن يصدر ذلك من مُغْرِض
فليست كما يزْعُم أحدُهُمْ
بأنَّها نسْجٌ مِنَ الخيال
أو حِبْكَةٌ ذاتُ أقْلام
وسيوفٌ تعَسُّفيه
ومِنْ ديْدَنِ الأهواء

إنَّ مِنَ السهلِ جِدْاً
أنْ نرْمي بقصورنا على قِممِ الأخرين
لـ نُبَرِّر تخاذُلَنا لما قَدَّمَتْ أيدينا
ونحْنُ نَقْتَرِفُ معْصيةَ الفشلِ ليلاً وَ نَهَارْ
بعد أن مَزَّقَتْ الغِيرةُ الساذِجة
بتحكيم عقولهم قبل قلوبهم
فأصبحو كالنَّائِحة الثَّكْلَى















هو أمْرٌ كُنْتُ مُتَردِّداً في طرحه وافشاءه
أسْميِّتُهُ خفافيشَ الوَهَنْ
إيِّ وربي :: خَفَافِيِشُ وَهْنٍ كالِحَة
يالله العجب !!!!!
رأيت نفسي بالأمس القريب
في مهمةٍ لا يأتي البصر على أطرافه
كلُ ذلك كان في ليلةٍ داجية
غُطي فيها بغمام سوءٍ
فتكاثف رُكاماً ركاماً
لقد سمعتُ ذئاباً تعوي!
وسباعاً تزأر وكلاباً تنبح
كل هؤلاء يطلبون فريسة ً واحدة
هوامِشَ نَكِرةً يحسبونَ أنَّهُمْ يُحْسِنُونُ صُنْعَا













الْتَفَّ على الأقْدامِ خلال تلك البؤرة
خماسية الدِّمن بقيادةٍ من يلْهَثْ تحتَ الثَّرَى
و رُباعيِّةِ البتْر بزعامةِ عجوزٍ شمطاءْ تسْتهويها أياديِّ العابِثين
وثلاثية َ سُوءٍ يُردِّدُون ما ترْشُدُ بِهِ غُزَيْه
وثنائية طَّوَيِّةٍ وأحادية العفنْ وروائحَ نَتِنَه (أجلَّكُم الله)
ومن كانت هذه الطوية حالهُ
وتِلْكَ الصِّفَاتِ نَبْراسُه
فهو وأيْمُ الله من الهالكين















أولئِكَ الهَلَكَه
تقطعت آمالهم حينما جمعوا جيوشهم
وانفصمت عروة آمالهم
ودُسَّتْ وجوههم في سوءِ الطوية
وانتكست وانهزمت شيمتُهم البائسة
وسَقَطَتْ من معالي الأمور الى سفاسفها
وانحلت ثِقَةُ الأخرين بهم
وضلَّ إعْتِقَادَهُمْ بسوادٍ يُلَطِّخُ أرواحَهم
حتى سقطت هِمَمَ أولئكَ المُرْجِفُون
وبُتِرت ألسنتهم عن قول الحقيقة
وتبرأ الصمت الحكيم من أفواههم
وأزِفَ رحيل حسن الظن في قلوبهم
وثبََّتَ قواعدهُ سوءُ الظنِّ في مشاعرهم
وساءت ذممهم
وغاض ماء الوفاء الذي يرددونه دوماً
والنَّقَاء الذي يدَّعون أنهُ رداءً لهم وِسَاماً
وطُمِستْ معالم الحقيقة لديهم
وبُدِّلتْ القوانين حسب أهوائهم
برداء الضوابط الشرعية لهم على طريِقَتِهِم
وأصبح الهوى هو متنفسهم في التحكيم
وشهواتهم الدنيئه في غاية التعظيم
انه غيظُ يجتاحُهم وحِقْدٍ يحُتدم
وكلامٌ تنبوء عن قبوله الطباع
وتتجافى عن استماعه الأسماع
وتنكرها النفوس










صدقَ وربي من قال لي :
أن كلامُهم يصديء الأفهام
والفاظهم رثَّه ومعانيهم غثَّه
كلامٌ زعيمُهم صديء فهمه وتلبد حسه
وتكدر خاطره
وربِّ الْكَعْبةِ أنَّ الخُرس أحسنُ من كلامهم
هؤلاء الزمرة هم أصحاب ضيقٍٍ مضطرب
في نفوسهم الضعيفة
يغوصون لطلب أصداف من الشبه
ومقذوفاتٍ من التهم وسقط المتاع
حتى الأعْراض لمْ تسلمَ مِنْهُم ..
وكل سواقطهم من اللمم
ويكأَنَّ الله يُمْلي لهم وهُم لا يشْعُرون
تتقاطرُ أنْيابَهم بحروفٍ كاذِبةٍ على السُّذْجِ مِنْ الناس
حتى يمرروها بمياه السفسطة
برداءٍ من الكذب الممزوج
والإفْتِراءِ المبْهُور ..
حتى يبرروها من بين السَّطْوةِ
ويغشُّوا بها أعين أنْظَارَ العابِرين
هو حديثهم دوماً في مجالسِهِم
ومُنْتدياتِهم ومكاتِبُهُمْ واجْتِمَاعَتُهُمْ
ونوافذهم الخاصة المشهورة بـ ( copy_ past)
التي فَضَحَتْهُم فيما بينهم ..
و يزعمون بأنها تنهلُ مِنْ رحيقِ العِلْمِ الموروث
وفي سبيل بحثٍ عَنْ حقٍّ مَشْروعٍ لهم من السماءْ
أولئِكَ يُمارِسونُ الحياةَ في ظُلْمَةِ السواد
و من خلف الكواليس يرْتَعُون
ولا يستطيعون المواجهة وهُمْ يعْلَمون
لاستحواذ الجبن على نفوسهم الهزيلة


انهم لا يطلبون ذلك من أجل حقٍّ ينتمون اليه
أو لمستورٍ يكشفونه
أو لحقٍ خفيٍّ فيظهرونه
أو خرقٍ بدا فيرقعونه
كلا وربِّ الْكَعْبَةِ المُكَرَّمَة
بل وجدوا لذلك أعواناً مِنْ الجَهَلَه
من حلفاء الدناء وأعداء المروة
وفاسدي الأخلاق وخبثاء الأعراق
رضو لأنفسهم قول الزور
وافتراء البهتان واختلاق الأفك
هذه بضاعتهم لك الحمدُ يارب

ويلٌ لمن كانت غنيمته
من الأوقات عقد القلوب
على الكره والحسد والبغضاء
وإطْلاقِ العنان للألسن بسوء الأقوال
ومعانقة الفُرْقَةِ وعدم الاجتماع ليل نهار

إيِّ وَرَبِّي
خفافيشُ وَهْنٍ خَابُوا وَ خَسِرُوا
وأنْتَكَسَتْ سِهامُهم نَحو صُدورهم
ما أحوجَ العُقَلاءِ الى شرح الصدرو
وهم يحرجون
وشفاء القلوب
وهم يألمون
ونِبْراسِ التقدُّمِ
وهم يتعثرون
ومدارك النجاح
وهم يخسرون
وأوْسِمةِ الفرح
وهم يحزنون
تالله وبالله لقد أضلوا كثيراً وما كانوا مهتدين
فلكَ الحمدُ ياربِّ أنَّ سوءٌ المَكْرِ لا يُحيقُ إلا بأهله ..
وأنَّ رَحمةَ الله بيدهِ سُبحانه
يُفتحُ على من يشاءُ مِنْ عِبادهُ ويُمْسِك
ويَهَبُ لمن يختارُ كما يشاءْ



 

التوقيع


الْحُبُّ أَوْلُهُ هَزَلْ
وآخِرُهُ جِدْ ..

******
طَوْقُ الحَمَامَة
لإبْنِ حَزْمٍ الأنْدَلُسِي


التعديل الأخير تم بواسطة حمد الرحيمي ; 11-04-2008 الساعة 07:01 PM. سبب آخر: تصحيح الخطأ في العنوان

علي الدليم غير متصل   رد مع اقتباس