[د. فريد ابراهيم]

حطمتُ أقلامي..

و لم يعد لديّ سوى قلم وحيد و شبه فارغ مثلي

به سأكتب حتى ينفذ الحبر و يبهت الحرف

ثم يختفي..


*************

كلانا الى زوالٍ يا رفيقي الوحيد..

ننزف على الورق قطرا من روحنا..

نكتب شاهد قبرنا طامعين في الخلود

طامحين ألا يحنث الورق بـ وعده ـ هو الآخر ـ

بداعٍ من الإصفرار أو الاهتراء أو التمزيق..

قد نعذره حينها..

و لكن كيف نعذر إصفرار القلوب

و إهتراء الأرواح

و تمزيق العهود

فـ لتكتب معي يا رفيقي

و لنمارس رقصنا المنفرد

باحثين عن السلوى في صفحةٍ ناصعة البياض

تتحمل سواد أحزاننا

و تَسَع نجوانا

ولا تنزعج من صرير شكوانا

بيد أنك مُنهك مثلي و ليس لديك طاقة

للبدء من جديد..

أعرف أنك تلفظ كلماتك الأخيرة

على ورقتنا هذه

و أعرف أنك تحب ما سَطَرتَ عليها

و يستهويك الموت فيها

و لكن فـ لتقاوم يا رفيقي شحوبك و بهتك

لأجلي..

و لا تتركني قبل أن تكتب لنا نهاية سعيدة

علَّني أقرأها ذات إنكسارٍ فـ يقوى بها ظهري

لا تتركني قبل أن ترسم لي حلما

يقبل القسمة على إثنين

قبل أن تخط لي دربا

لا تتعثر فيه القدمين

ولا تفترق حتى نهايته اليدين

أرجوك لا تتخلّى عني كما فعل الآخرون

حظي و نور عيني و نبض قلبي و نَفَس صدري

أرجوك لا تكن مثلهم..

و لتبقى معي ولا تتركني وحيدا

أرجوك يا رفيقي الوحيد

أرجوك

أرجـوك

فريد 30/3/2018