و إني أسأل أصابعي - التي أحبتكَ قبلي - ... من أين لي كل هذا ؟
من أين لكِ يا أنامل ... كل هذا الاشتهاء المجنون لإفراغ كل شيء من خلالها ...
و كأني أملك عشر رئات ...
أشهق و أزفر ما بي ... بها
إياك و ملامستها ... إياكَ أن تطفئها ... تضمدها ... تترفق بها
فكر معي ... كيف نهدئ من روعها ...
دون أن نخمدها ...
دون أن تتدلّى بلا ثمار ...
دون أن تتضاءل ... رغبتها ...
أوووه نسيت أنكَ ... لست هنا !
و أني محطة ... حرف ليس إلا ...
أنا لم أقل فيك شيء بعد ...
لم أكتب عنك إلا النزر ...
انتظر حتى أتعافى من صوتك ...
أتشافى من الصدى الذي يهزني ... يفزعني فجراً و يهدهدني قبلها بثوان ...
انتظرني عمراً ... أو دهراً
فأنا التي لا تنسى رجلاً بآخر ... ما لم أرغب بالنسيان
و أنا أحب تذكّري لك ... و إنك آخر فرسان زمن لم يأتي بعد ...
لأنك تحب أن تأتي وحيداً فريداً ... لا يشبهكَ إلا نفسكَ ... و وجوهك التي لا أحصيها ... لأنها ليست دليل إدانة ...
و لا تشكل سبب كافياً لتكون بريئاً من دم حرفي المتناثر هنا و هنا ...