يا لعقلك الصغير
يا لقلبك الصغير
مما خلقت من أثير
من عناقيد الغيرة والشك
وغصون الحقد والغضب
من حفرة النار التي تسكنينها كأنك الحطب
من بيئة متطرفة
إما أن تكون معي
وإما أن تكون ضدي
أما أن تتنفسني وتشربني وتتذوقني
أو لا مكان لك عندي
إما أن تنتهكين حريتي أو تجعليني كالأسير
يا لعقلك الصغير
يا لقلبك الصغير
حين تتصنعين الحب أمامي
وتصرخين كالطفل الرضيع
وتحاولين أن تجرديني من أقلامي
لأكتب لك أمالي وأحلامي
وأفرغ لك أوقاتي وأيامي
لا يا صغيرتي
فأنا كالكون مترامي الأطراف
مبهم الأهداف
عندما أسير لا أتوقف
وعندما أحمل الحب لا أتأفف
أحب إذا أردت أن أحب
تسكن أحداقي ملايين من النظرات
وتسكن أوراقي ملايين من الكلمات
أخفيها تحت مخدتي
فلا أبحث عنها ولا تبحث عني
إلا في سكون الليل وفي وحدتي
تحلق بي كلماتي للسواحل السحيقة
فتأخذني من ذاتي ومن مدينتي العتيقة
لأبقى متهورا متفكرا متحررا
واثقا باحثا متسائلا
كأن روحي أعظم من المحيط
وأنفاسي أقوى من الرياح والبرد والزمهرير
يا لعقلك الصغير
يا لقلبك الصغير
حين تظنين أني عنك لن أطير