اليوم الثالث من رمضان
مدينة الرملة في فلسطين
في يوم الأربعاء الثالث من شهر رمضان سنة 583 هجري 1187م.
استعاد الناصرُ صلاح الدين الأيوبي مدينتي اللد والرملة من الصليبين الذين كانوا قد احتلوهما عام 1099 ميلادي .
وظلت المدينتان تحت الحكم الأيوبي إلى أن وقعت الهدنة بينه وبين ريتشارد قلب الاسد في صلح الرملة سنة 588 هجري 1192م، فتنازل لهم عن بلادٍ، وجعل «اللد» و«الرملة» بينه وبينهم مناصفة ومدينة اللد تقع فوق رقعة منبسطة من أرض السهل الساحلي الفلسطيني ترتفع نحو خمسين متراً عن سطح البحر، ولها موقع مهم، فهي ظهير شرقي لميناء يافا علىالبحر المتوسط، ومفتاح الطريق الى مدينة القدس من الغرب، واللد توأم لمدينة الرملة. لذا كانت عقدة مواصلات عظيمة الأهمية، وقد تعاقبت عليها أمم شتى للاستفادة من موقعها الفريد في السيطرة على المنطقة الساحلية من ناحية والانطلاق إلى المنطقة الجبلية وغيرها من ناحية أخرى.
وقد وردت أول إشارة لمدينة اللد في كتاب أعمال الرسل الملحق بالأناجيل.
قال هشام بن محمد الكلبي: ان اللدّ. كانت قصبة فلسطين ولم تزل على هذا الشأن إلى أن ولى الخليفة الاموي الوليد بن عبد الملك أخاه سليمان جند فلسطين، فنزل اللد، ثم أحدث مدينة الرملة، ومصرها، واختلط مسجدها. وكان في موضعها «رملة». فبقي على المدينة اسمها، وصارت القصبة وخربت «اللُدّ».
ولم تزل على ذلك أيام العزيز، والأفضل، والعادل، والمعظم، والكامل، إلى أن ملك ولده العادل، فنقض الفرنجة الاتفاق وتغلبوا عليهما.
وبقيتا في أيديهم إلى أن فتحها السلطان الظاهر بيبرس، في سنة 664 هجري، فعمر الرملة وولى فيها عاملا وقاضيا، وقواها وصيرها مصراً، وجمع إليها الناس من كل قطرٍ، وأسكنهم فيها، وأنزلهم في نواحيها.