خـيـبـة الأمـل
ما من شعور أسوأ أن تعود منكسر الخاطر خالي الوفاض تغالب دمعتك تأبى النزول ،،، بعد أن كنت بنيت بالأمل قصور الذهب ورسمت مستقبل حياتك بأزهى الألوان وعشعشت في قلبك درر الأحلام وأصبحت قاب قوسين أو أدنى لتنال ما تريد.
فجأة تبخر كل ذلك وتلاشى كما يتلاشى الضباب بعد شروق الشمس وذوبان الشمعة بعد انتهاء فتيلها ،،، وعدت كما كنت لا تملك إلا نفسك المرهقة وقلبك المحطم وبصيص الأمل يتوارى خجلا وعجزا عن ضخ المزيد في روحك ،،، وزادك سوءا انفلات عقد أصدقائك رويدا كلما زا وضعك سوؤا ،،، وتثاقلت عليك الهموم والأحزان ولا تدري كيف تواري بعضها وتخفف بعضها الآخر ،،، فقد فقدت البوصلة وأصبحت أسيراً للضياع في بحر التيه لا تصل إليك أي سفينة نجاة تنشلك من ضياعك.
وأمام كل هذا تقف محتارا عند ناصية طريق تتضائل فيه الخيارات وأحلاها مر علقم ،،، إما تسقط في الهاوية للأبد ولا تقوم لك قائمة تحيا كجسد ميت في صندوق مغلق تنظر من خلال شقوقه للحياة تبكي النفس على ما مضى وتحاول جذلا مداراة وجع قلبك وتفشل في كل مرة لفقدانك إرادة الحياة وانطفاء شعلتها من داخلك ،،، وإما تتمالك نفسك قليلا وتتمسك بشذرات الأمل المتساقطة آملاص أن يتغير الحال وتقدر على إعادة الكرة مرة أخرى بعد تغيير دربك الأول.
إن أصعب آلام الحياة ،،، آلم انكسار القلب ،،، جرحه لا يندمل وذكراه لا تزول وناره يكتوي بها لا تنطفي أبدا ،،، وإن تغيرت ظروفك للأحسن تبقى تلك اللحظات الأليمة تراودك باستمرار لتؤرق مضجعك وتنزع الإبتسامة من ثنايا قلبك لتزرع بدلا منها شوك الصبار يزيدك ألما ويعمق من جراح قلبك.
إن من أسوأ لحظات الحياة أن تكون متفائلاً حاملاً لزهور الأمل ومؤمنا بتحقيق ما تصبو إليه ،،، وتسعى حثيثا إلى بوابة الحياة إلى ذلك الشخص الذي أيقنت أن مفاتيح سعادتك بين يديه وبين كلماته بلسماً وحكمة تجيب عن تساؤلاتك ويعطيك ما صبوت إليه وتمنيته بشدة.
إن أشد انكسار للقلب ،،، الخذلان من وعود شخص محب بنى لك بروجاً عاجية وأحلاماً وردية وأسكنك الجنان في بحور كلماته ،،، وجعلك تحيا حياة غير حياتك وربط قلبك منتظرا تحقيق أحلامك وانتقالك إلى جنة الفردوس المنتظرة كملاك لا يشبهه شيء لتعيش سعادتك الدائمة وفرحتك التي لا تزول ،،، ليزول كل ذلك في لحظة زمن غير متوقعة وتسقط في صدمة لن تفيق منها ولا يفيد معها أي علاج.
09-01-2022