[فاطمه حسين]

*أنا أسند نفسي دائمًا لذا لا أدين لأحد بشيء*
تضائلت مساحة صدري .. انتهت محاولاتي بالفعل ..
لم يعد بمقدوري الصمود أكثر.. البقاء ثابتًا دون ان اسقط مغشيًا عليّ .. يعتصرني الألم بعظمة الأسى .. اتكأ على عصا الأمل و اتوشح برداء التفاؤل المهتري ... أسقط لقاع العالم بشكل لا يمكن تخيله .. و لكني أقف لأرى المحيط بي كاحل .. كئيب.. أتبلد قبل الجميع .. أنسحب أولًا لكي لا تتكرر هزائمي .. غلبت البكاء في حضرة الآخرين .. تصالحت مع وحدتي أخيرًا .. و أصبحت وحيدًا باهتًا أرتدي الأقنعه ..
حسنًا ؛ أخترت أن أجرب أشياءًا جديدة .. أن لا أخشى من الأيام الهادئة من ليالي الوحدة التي لا يشاركني فيها أحد .. أن أعود لنفسي الأولى قبل أن يتعلق قلبي بأشياء راحلة قبل أن توهمني الحياة بأن الأحبة باقون .. أن أعيش حرًا بأحلام كثيرة .. لا أنعت فيها ب" الساذج " و لا يعيبني فيها شيء .. أن أكون صادقًا لا أجامل .. لا أقول ما لا أعنيه ...

جرب يا صديقي أن يتركك كل الذين وعدوك بالبقاء جرب الخذلان ممن منحتهم كل الإهتمام و أحاطتهم رعايتك .. لكي تؤمن بأن كل الوعود كاذبة و أن كل الأشخاص يملون سريعًا من حزنك .. جرب أن ترى كل شيء بنظرة مختلفة .. و أن تقنع قلبك بأنك قادر على إحداث فرق .. لا تربط سعادتك بأي شيء و تصالح مع فكرة التخلي عن كل شيء بهدوء .. لا تفتح قلبك سريعًا و لا تتركه عائمًا في الخراب يطلب النجدة و الإصلاح دون أن يسعفه أحد .. ستدرك بعدها حتمًا بأنك الوحيد القادر على إسعاف نفسك .. حين تودع أشيائك القديمه .. و قلبك المحطم بوعكات الثقة الزائفة .. و ذاكرتك المثقوبة بوجع الخيبات .. ستحاول جاهدًا في أن تتشبث بكبريائك و كأنه طوق النجاة الوحيد لإعادة صياغة نبضك .. لمعرفتك لذاتك ..
عُد أنت قبل أن تُخذل .. قبل أن تتألم و تصبح خاليًا منك .. من أجلك فقط .. كن بخير أرجوك ..