منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - سوا ربينا *
الموضوع: سوا ربينا *
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-13-2008, 06:25 PM   #1
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

الصورة الرمزية د. منال عبدالرحمن

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 459

د. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي سوا ربينا *


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



معقولة الفراق يمحي أسامينا .. و نحنا نحنا سوا ربينا .. *

الفراق لم يمحي أسامينا فحسب , أسباب الفراق تجمّعت و شكّلت بيننا حاجزاً هائلاً أصبحَ من الصّعب تجاوزه ..

أغانينا الّتي غنّنيناها صغاراً سوياً .. الدّم الّذي جمعنا , النّسب .. و أشياء أخرى كثيرة , تشاركنا فيها , و جمعتنا .. كلّها تمحورَت الآن حولَ شيءٍ واحد , هو الكُره و الحقد و الرّغبة بالانتقام .

مُذ بدأت أيادي الغُرباء تشاركنا في صنعِ خبزنا اليومي , أصبحنا لا نعرفُ بأي طحينٍ نعمل .

تاريخ العلاقات اللبنانية السورية لا يخفى على عاقل , فمنذ القدم و سوريا و لبنان تشكّلان وحدةً لا تتجزّأ , العوامل الجغرافية و البشريّة , و المعطيات السّياسيّة و الاقتصادية , الموقع الاستراتيجي لكلٍّ من البلدين بالنسبة للآخر , المصالح المشتركة و الخطر الدّاهم المحيق بكليهما على حدٍّ سواء .. كلّ هذا و أكثر كان و لا زال أساساً لتلك العلاقة الحميمية الخاصّة جدّا بين الشّعبين الشّقيقين .

ما حصل في حرب لبنان عام 1982 , و تدخّل سوريّة آنذاك , ثم دخول الجيش السّوري بعد اتفاقيّة الطّائف و انتشاره في لبنان , و استقرار الوضع السياسي و الاقتصادي و الامني في لبنان و تعايش الاحزاب الكثيرة , كان دليلا واضحا على الأثر الكبير الذي تملكه سوريا بالنسبة للبنان , و على الدّور الحيوي الذي تقوم به ..
ثم خروج اسرائيل من جنوب لبنان عام 2000 , و تطوّر الديمقراطية في لبنان وظهور الأطماع السياسية و المادية للكثير من الجهات .. ثم خروج سورية من لبنان , الهجوم الاسرائيلي على لبنان و الآن حرب العصابات .. ما هو إلا دليلٌ آخر على أن هذا البلد , يعاني من أزمةٍ حقيقيّة تتجلّى بعدم توافق أطراف الصّراع و محاوره , الّذين يُفترض أنّهم كانوا يوماً ما متفقّين على دورِ كلٍّ منهم السّياسي على حدة .

و السّؤال , ما الّذي جدّ بعد وفاة الحريري و خروج اسرائيل من جنوب لبنان , و من ثمّ خروج الجيش السوريّ , لتتعارض القوى اللبنانية بهذا الشّكل ؟

وما السّبب وراء الشّقاق السّياسيّ في الحكومة و عدم مقدرة الأحزاب المتعارضة على اختيار رئيس علماً بانّ لكلٍّ منهم دوره في السّلطة بغضّ النّظر عن كون رئيس الدّولة ينتمي لأحد الاحزاب عن غيره ؟

ثمّ نأتي للممارسات الشّعبيّة , و الّتي تكشفُ عن سوءِ نوايا السّياسيين اللذين لا همّ لهم إلا السُّلطةَ و الكراسي , و الذين لا يتوانون عن أن يوغروا صدورَ النّاس البسيطة , لتظهر على سبيل المثال عن طريق الضّرب و الاهانات المتكررة , لعمّال بسطاء يعملون هنا أو هناك و يجرون خلف لقمةِ العيش , و ربّما لا ناقةَ لهم بالسياسة و لا جمل .

نحنُ شعبٌ مفطورٌ على السّياسة , أمرٌ قد أُسلّم بهِ , فقد وُلدنا جميعاً و آباؤنا و أجدادانا , على الطّمع الخارجي باراضينا , و بثرواتنا , و التهديد الدائم لديننا , و لوجودنا , و كياننا .. و لكن ما لا اسلّم به و أرفضهُ ان يقوم السّياسيون بتلكَ اللّعبة القذرة , و يفرضون آرائهم المبيّتة لسوء النيّة و للاهداف البعيدة كلّ البعد عن مصلحة الوطن , أن يقوموا بدسّ السّم في العسل , و يتحدّثوا بطريقة تراجيدية , ليكسبوا تعاطفَ الانسان البسيط و يُشعلوا في صدره الحقد و الكره , الّذي يترجم ببساطة تشبه صاحبه عن طريق ممارسات عدوانيّة , و لا مسؤولة .


و يبقى تساؤلٌ أخير :

ترى هل سيستطيعون فكّ روابط الدّم , و قطعَ أشجار النّسب و سحبَ عروقِ القرابة بين الشّعبين , ببعضِ كذب ؟


..

و بحبّك يا لبنان .. *

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس