منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - طقوس البكاء ... !
الموضوع: طقوس البكاء ... !
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-14-2014, 05:41 AM   #1
علي آل علي
( كاتب )

الصورة الرمزية علي آل علي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 22

علي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعة

افتراضي طقوس البكاء ... !




[justify] [/justify][justify][/justify][justify][/justify][justify][/justify][justify][/justify][justify]
مدخل:

" رسالة إلى نفسي "

أيتها الباعثةُ حباً، قد ندوت من بين العالمين ملاكاً، رأيتكِ يقيناً فاقتربتُ منكِ إيمانا، إلى هنا كان مني الجدل، والنكران، والجحود، هل لرؤيتي حقيقة يا تُرى!

المحتوى:

هذه هي طقوس البكاء التي عصفت بمشاعر الأكثرينَ تأملاً، قد أكون منهم، ولربما صرت لهم مالم أكن منهم.

كيف لها أن تأتي! لا إجابة تشفي العليل ما لم نشعر بالحنين الذي كان منا، ما لم نفهم العشق الذي صدر منا في يوم من الأيام السابقة، ما لم نحظَ بالرعاية التامة للصدق الذي رعيناه رعاية كاملة، للوفاء المبذول في بضع آيات من أقدارنا.

إنَّ طقوس البكاء تتهادى لتهدينا إلى إنسانية ألقيناها في غيابة الجبِّ، ذلك العهد الذي أنسيناه ذكره حتى نسيَ بأنّه كان، ونسينا الإنسان الذي يذكرنا بحوادث الخيانات والغادرات الفادحة، ونسينا الكرامات التي تبقينا جماعات لا فرادا يخشى بعضها بعضاً.

إنَّ طقوس البكاء تضمنا كأمهاتٍ لنا، في لحظات نكون فيها سكارى همومٍ تكالبت علينا من كل حدب وصوب، تُجسّدْ لنا هيئات السعادة في ماضي الأيام وإن كانت قليلة، تُخرج من صدورنا العلقات السوداء، ترسلها مع رياح الصمت إلى تيه بعيد، لا نعرفه نحن، لأننا لو عرفناه لاتجهنا إليه كالحمقى، نحتسي منه كؤوس الهم غير مدركين بأنها مُلئت بمزيج السمِّ، يقتلنا سريعاً ولا نحيا بعدها قليلاً.

يا لها من طقوس تسللت إلينا مذ ولادة مشاعرنا، لم نفهم معانيها حينذاك، مرةً أحسست بها فرأيتها عيباً يُلاحقني، لكنني في مرات تكرارها أدركت سرها المكين، وحدها الأسرار تجعلنا ندرك ما تحمله من كنوز، تجعلنا نبحث عن مفاتيحها في الحياة، نكشف ما بها من غموض حتى نعلم غموض الأنفس التي نُحاكيها، وما أن علمت ذلك حتى سألت نفسي من أنتِ!

قالت: إنما أنا أنتَ! كيانُ إنسانٍ ضئيلُ المحتوى! أنا وأنت فقط من نجعله ناضجاً، محتوياً الآهات ولا يبالي، متفهما لآيات القدر أيًّا كانت، ومع تكرار الأيام التي تحكينا نصنع الإدراك المناسب لكلينا، وسنتمكن من اليقين أن يهدينا، إلى الأيمان بأن الأقدار إنما تنتشلنا من براثن الأوقات الغابرة، تارةً نصفها بالكئيبة، وتارة أخرى نُنصفها بالسعيدة، وإن تأملنا قليلا سنجد الأقدار جميعها رحمةً لنا من ضعفٍ يبقينا بعيداً، عن حياةٍ مثلى تساق إلينا بأوانها وألوانها قدرًا جميلاً.
الاثنين 13 اكتوبر 2014
علي آل علي

[/justify]

 

علي آل علي غير متصل   رد مع اقتباس