منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ضفاف الصفصاف
الموضوع: ضفاف الصفصاف
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-06-2018, 04:45 PM   #54
رشا عرابي

( شاعرة وكاتبة )
نائب إشراف عام

افتراضي


‏قيل إن عُبيد بن الأبرص لقي امرؤ القيس يوماً فقال له :
كيف معرفتك بالأوابد ؟
* والأوابد: هي القوافي الشُّرِّد التي يبقى ذكرها أبد الدهر "

قال : قل ما أحببت.

يريدُ أن يسأله بالشعر عن لغزٍ ليجيبه شعراً ..

‏فقال عُبيد :
ما حـبّة مـيتَةٌ قامتْ بمـنبِتِها
دَرداء ما أنبتت ناباً وأضراسَا

فقال امرؤ القيس :
تلك الشـعـيرة تُسـقـى في سـنـابِـلـهَـا
قد أخرجت بعدَ طولِ المكثِ أكداسَا


‏فقال عُبيد :
ما السُّودُ البيضُ والأسماءُ واحدةٌ
ولا تستطـيعُ لهنَّ الناسُ تمسـاسَا


فقال أمرؤُ القيس :
تلك النُّجومُ إذا حانت مطالعها
شبّهـتها في سوادِ الليلِ أقـباسَا

قال عُبيد :
ما القاطعاتُ لأرضٍ لا أنيسَ بها
تأتي سِـراعاً وما يرجِعن أنْكَـاسَا

فقال امرؤ القيس :
تِلك الرياحُ إذا هبّت عواصِفُها
كـفَى بأذيـالها للتُّـربِ كُـنـاسا

‏قال عُبيد :
ما الفاجعاتُ جِهاراً في علانيةٍ
أشدّ من فَـيلـقِ ملحـومة بَاسا


فقال امرؤ القيس :
تلك المـنايا فما بقـينَ من أحـدٍ
يأخذن حَمقى وما يبقين أكياسا


‏قال عُبيد :
ما السّابقاتُ سِراعَ الطيّر في مهلٍ
ولا يشتكين ولو طال المدَى بَاسا

فقال امرؤ القيس :
تلك الجِياد عليها القوم مُذ نتَجتْ
كـانـوا لـهـنّ غـداة الرّوع أحـلاسا

‏قال عُبيد :
مـا القـاطـعاتُ لأرضٍ في طَـلـقِ
قبل الصباح وما يسوينّ قرطاسا


فقال امرؤ القيس :
تلك الأمانيُّ يتركن الفتى ملكاً
دونَ السماء ولم تَرفع له رأسا


‏قال عبيد :
ما الحاكمون بلا سمعٍ ولا بصرٍ
ولا لسانٍ فصيحٍ يُعجبُ النّاسا


فقال امرؤ القيس :
تلك الموازين والرحمن أرسلها
رب البـريّة بين الناس مِقـياسا

 

التوقيع

بالشّعرِ أجدُلُ ماءَ عيني بـ البُكا
خيطٌ يَتوهُ، ولستُ أُدرِكُ أوّلَهْ!

في الشّعرِ أغسِلُني بِـ ماءٍ مالِحٍ
أقتاتُ حرفاً، ما سَمِعتُ تَوسُّلَهْ !!


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رشا عرابي غير متصل   رد مع اقتباس