منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - غربت شموس الأمل .
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-27-2018, 03:17 PM   #6
هدب

( كاتبة )
مؤسس

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سُقيا مشاهدة المشاركة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
- أعرِف أنكَ متوقّع هذا . .
ليتكَ عرفتني فقط ..!


شَاءَ لِهذا الوقت أن يُجرّدنِي من ثوانيه،ويجلدنِي بِوسعِ فضاءهُ وأنا لستُ سِوى نُقطة تنتهِي
بِبروز أنيابِ الظروف ، و بمجرّد أن يبزُغ النبضُ بِما يُبعثرهُ الغِياب وتفرضهُ الحاجَة بِحناجِر اغتسلت
مما عبرَ أوتارها فَتلاها صَوتِي !
كُنت الوَحيد الذي يُحيطنِي بما لديّ وكنتُ المَجنونة التي غرزت أظافِر الأسْرار بِمكنونها
فَبِتُّ ضحيّة فِكرة ودمعة ،لأشتهي فيكَ ما يتوّجه الفقراء في حضرة الأغنياء حتى باتت أمنياتِي تُصفّق بِحُرقة لِصُفوف ٍ
تتوالَى حيرتها في رسائِلٍ هي أشبه بِموتٍ على قيدِهِ صَفعَة أشغَلنِي فيها الوَجع حتى صِرتُ أستلم حصتِي من الكلماتِ
وَ المواعيد الشَانقة رَغبة الحُزن بِي .. كنتُ ولا زلتُ أظن أن ممارستكَ المجهشة فيها رجائِي ما هِيَ إلا محض هُروب
ربما هكذا أو أن الضياع أسلفكَ ذكري فما عدتُ موطناً مكسورة خواطرِي ، ألوذُ بها لـسماواتِ إنصاتك لعلَّ هذا التحليق
يُعيدُ غربتِي إلي لا يحوّجني أن اغترب في ظلٍ ليسَ لِي فيهِ سوى ذكرى من الأسَى وكذبة التمادِي بِلعبة المشاعر
خرجتُ كأننِي أرى انتهاءكَ كابُوسَاً ليسَ في ليلهِ جفن أبيض
ولا في نَهارهِ زَغف أخضَر ! كُل تأويلاتِ الأسْر والغبطَة ما أعاثت في دُروب صمتِي سِوى : هذه لستُ أنا .. !
ما كنتُ أنتفِض خشية ولا أعصِمنِي عن الخطأ
لكنني أشدُّ سَاعِدي لِأكونَ قويّة أدغدغَ مواطِن البؤَساء
بِمجيئِي إلى أن وجدتنِي فاغرة لا أفقه من وَصلِي بك إلا
لحظة أشحَذُ فيها إحساساً ربما مدفون ، أو أنتَ وأدتهُ فِي سَبيل
حقيقة غير تلك التي لا تَمت لِشُروقِي بِصلة فَ لا أعلم
هل تود رؤية غروبي ؟
أعرف أن الذي مسّنِي هذا هُو الذي حزن أبي لرؤياهُ بِوجهِي
مرة ، فَسرَقتنِي غيمَة تسكّعتُ في حدائِق أملها فَعاهَدتُ
نفسِي ألا يكونَ نزيفَ الوَجد إلا كشموخِ أبيّة واسْتقامَ النبضُ
بِأطيافه بِوسط سَمائِكَ ، لطالما حلمتُ بذلك حتى كدتُ أدوّنها بِملامح
أجيدُ فيها تمثيل الكبرياء لا تلاعُب العواطِف ولا استدراجها
أجيدُ فيها اختصار أوجاع أبي وأوجاعك ، أضمرتُ جراح سِهامك و عَفوت فوراً
بِشوقٍ أفوضُهُ لحريّة أنا لَستُ فيها سوى أسيرة توغلت داخلها
ظلمةُ السجن فَ شُكراً . .
لربما أودعكَ وأنا غاضِبة وبِي غصة توقعتُ أن يدليها عليّ الجميع سِواك !
و ليسَ بي من القوة شَيء ، فَيا صَوتهُ المُراد : أبلغ صاحبكَ أني
بلغتهُ صدقاً منال نبضٍ أرّقنِي وَ ما عَادَ بِمقدورِ السلام أن يتربّع
بِجوفِي فَكل هذا ثورة أشهَدتها خيرهُ وَخيبتي ، فَهذه الغريبة
أعدتها بِمشيئتك لِديارها وَ ما ديارها في بُعدهِ سِوى
خراباً أحاطتهُ أشواكُ الكفايَة وما عَادَ ينبُتُ الوَرد في وسطه
ولا أطرافهِ فَقُل لهُ سَلاماً ، سَلاماً على السلام الذي نزعتهُ مني
وَ لتسَامحنِي على اللاشَيء في كُل مرة وخزنِي همّ سؤالي عن أفعالك
ما كانت إلا بوادر اطمئنان . . فَقد رَبَتْ على مَدارجِي
كُفوف القناعَة وَ مهما أبرز العناء أنيابهُ ما كنتُ أعِدُّ من
أصلِي فَضِيحة دامية فَهذه التارِكة هنا طيفها وأثرُ مشاعرها
تُحلّفكم بِالله ألا تَراوغُوا حسناتها بِليس مثلها إلا سَيئات
فَاعدل واترُك عنكَ مغبّة تصديق أحد إلا داخلك
الذي لن تجدهُ إلا متحولاً لضمير شرس يُشعِل ناره ولا يطفئها
سَلام عليك بِكل ما أثرتهُ ونثرته
بكل ما شفقته وشغفته
بكل ما غرسته و غرزتهُ
.
.
18 / 10 /2018




.
.الرائعة سقيا
نص رائع قراته عده مرات
انت رائعة الحرف والاسلوب
سقيت من منبع حرفكِ
شكرا لك لحد السماء
🌹🌹🌹

.
.


ً

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

!! يا ليتني طير .. أطير حواليك ... !!
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


هدب غير متصل   رد مع اقتباس